مدونة الشاعر العراقي الكبير / مكي النزال

المشرف عام

رسالة كل يوم - مكي النزال

صباحك شامٌ ناعسة ٌ
تتمطى في حضن الروح
تهبُ الغرباء ضفيرتها كرمًا
ظلاً من قيظ
وتثور كبركان ٍ في وجه الظلم
صباحك بغداد التاريخ
والشهباء..،
صباحك فلّوجة
حبّي الأكبر

المشرف عام

رسالة كل يوم - مكي النزال

وأي صباح!
يا من في ظل قصائدها أبدًا أرتاح
يا عفـّة قلبي
يا نعمة ربّي
يا حبّي
صباحك خير

المشرف عام

رسالة كل يوم - مكي النزال

أسهرُ
أتبصّر
أتدبّر
أتصبّر
غربتنا تلفعُ قافيتي
أهرب، أ ُبحر
.....
أغرق أكثر!

المشرف عام

رسالة كل يوم - مكي النزال

أصحو من نومي قلقاً
أضربُ وجهي في المرآة ِ
أتوق إليك ولو حلُمـًا أخضر
لست هنا
لكنك في قلبي
صباحك خير

المشرف عام

رسالة كل يوم - مكي النزال

لا شيء لديّ أقدّمهُ
إلا شعري
أتذكّر:
خاطبتُ العالم منذ عقود:
يا عالمُ إني أبكي
إني أشعر
لم أكُ أدري أن العالم لم يكُ إلا أنت
والآن أقول:
يا (....) إني أشعر

المشرف عام

رسالة كل يوم - مكي النزال

ويمرّ الفجر
يرمقني بسناه ويمضي
لا أدري إن كان محبًا
أو كان بأحلامي يسخر

المشرف عام

رسالة كل يوم - مكي النزال

نامي رغداً
واصحي لتريْ كم أحببتك طول الليل
كم صلـّيتُ
وكم ناجيتُ
وكم ناديتْ
حتى تجدي أسفل شعري:
صباحك خير

المشرف عام

رسالة كل يوم - مكي النزال

في كل يوم ٍ رسالة
قصيدةٌ أو مقالة
*
أذيبُ في الحبر قلبي
وحبّهُ وابتهاله

المشرف عام

رسالة كل يوم - مكي النزال

صبّي على القلب وجدًا
لكي تزيدي اشتعاله
*
ولا تخافي عليه
همومه وانشغاله

لن يشتكيك ِ جواهُ
وحلّهُ وارتحاله

المشرف عام

رسالة كل يوم - مكي النزال

أتساءل:
هل قرأ الناسُ جميعًا إلاّك؟
ذاك ندائي أسمعهُ أصداء
فأين جوابك؟
أين الأملُ المصلوبُ بقلبي منذ صرخت؟
أين الزرعُ وقد روّى دمعي شرفات الموت؟
لا شيء سوى أصداء تضيع..،
وجواب الصمت!

المشرف عام

رسالة كل يوم - مكي النزال

يضطرب النبض
وتدور دوائر رغباتي تهتك صمتي
صبحٌ آخر لا يدري
لا يفهمُ ما يجري
وصغار حروفي ينتظرون الإفطار
والكل يقول:
صباحك خير

المشرف عام

رسالة كل يوم - مكي النزال

صبحٌ مجبولٌ بالغربة
والشاعر يحمل في كفّ اللهفة قلبه
ويفيض على الورد محبة
يتقطّعُ شوقـًا لكن..،
يحمد ربّه

*****

يا امرأة ً أعرفها
أسمع نبضك
أقبل رفضك
أغلقت ِ بوجهي أبوابك!
أتسلل عبر ضلوعك
أتنسم أنفاسك
أمسحُ بشغاف القلب دموعك
فأنا يا سيدة الشعر الساحر..،
أصغي لندائك في صحوك
وفي عمق هجوعك!

*******

وصباح العالم يرقبُ صحوك
يرقب ضوءًا من عينيك
وعطرًا من كفيك
وشهدًا من شفتيك
وحنانـًا محشودًا في قلبك
العالم منتظر صحوك
ليقول
صباحك خير

المشرف عام

رسالة كل يوم - مكي النزال

فابتسمي
كوني أنت
يكن عالمنا أحلى
تكن الدنيا أبهى
والنرجس يتمطى
والقلبُ يطيرُ إليك فراشة
ليقول
صباحك خير

***

يا أحلى امرأة ٍ في الدنيا
يا خيرَ الأخبار - البُشرى
يا امرأة ً أخرى
ليست كنساء تعرفها الدنيا
نامي الآن هنيئـًا
ودعي الشاعر يتلوى
فإذا ماْ اشتاقتك الشمس
وابتدأ صباحك بالهمس
سترين على عتبة قلبك شعرا

****

بركانٌ شعري يتلظى
إعصارٌ عاتٍ يتخطى
أشرعةٌ من ريحك تحيا
زرعٌ من غيث ِ عيونك يروى
أنت الدنيا
أنت الدنيا

***

رأيتك
من نافذة الشوق تطلّين
ورأيت الجمر الدافئ في عينيك
والرعشة في شفتيك
وبحور البهجة في عينيك
حين تصلك رسائل وجدي
لتقول:
صباحك خير

المشرف عام

رسالة كل يوم - مكي النزال

أسهبتُ كثيرًا
وكأني أشرح ألف كتاب..،
حين بدأتُ أسطّرُ شوقي
ناءت رسُلي بحمول كلامي
والصحبُ انصرفوا للدنيا
ماعاد سوى الصمت رسول

***

شاب الرأس
واخضوضر عمرٌ أنت نداه
وانزوت الآه
وتململ فجرٌ في مهد الليل
وتناثر حزني من كفـّيك ِ
وتدثـّر قلبي بالدفء
يا موقد غابات اللوز
وعيون براكين الأشواق
شاب الرأس
لكني أمخر بحر الشوق شراعًا من نار
كي أكتب حرفـًا فوق جبينك
بل حرفين......

***

يتمطى الوردُ على شفتي حرفا
يتمطى الحرف على شفتيك هياما
ينهمر المطر عطورًا من عينيك
فتورق أشجار الرغبة
لا شيء سوى برق في عينيك ضياء
والدنيا تشرقُ من خدّيك
يتفتـّقُ فجرٌ آخر لأقول:
صباحك خير

***

هدأ البركان
صار الجمرُ المحرق دفءًا
والريحُ بدت نسمة
أفرغتُ همومي في كفـّيك
سكبتُ دموع القلب ِ بعينيك ِ
ورسمتُ الدربَ بلون حنان
يا نبضًا يعزفُ نغم الروح
أخذتني موسيقاه بعيدًا
وكأني أهزجُ في عرس الجان
شكرًا لحنانك
يا سيّدة الأزمان

المشرف عام

رسالة كل يوم - مكي النزال

عصفوران انتفضا ذات صباح
فارتعشت، لمّا رقصا، الأغصان
ما بين الشدو وبين اللهو تناثرت الألوان
ليقولا للعالم من حولهما:
صباحك خير

***

غمرتني الفرحة بعد غياب
أحسست بنبضي يتبارى مع ريح الوجد
أحسست بكفين من الجنة يحتضناني
وبثغر ٍ يُمطر وجداني
فشعرت
وكتبت..، كتبت..، كتبت..،
كي تسمع من خلف بحور ٍ سبع ٍ ..،
هذياني

***

فات الصبحُ
مرّ سريعا
استيقظت على صوتك يصرخ بي:
إرحل!
فرحلت إليك

***
ارتاح البركان
هدأت حمحمة ُ الطوفان
والقلبُ تهدهد حتى نام
فلتكتب يا قلمي ما لم تكتبْه الأقلام
اللحظةُ لي
أنا سيّدها
أنا فارسها
والموجةُ تذعنُ لشراعي
ما دمت ِ لزورقيَ الربّان
يا عقد اللؤلؤ في جيد زماني
يا أمن الخلجان
يا غصن البان
يا عود الريحان
يا من طوّعت ِ لقافيتي ألوان بيان
يا سيّدة ً دان لها شعري
واستسلم صبري
كوني عمري
يا صوت الإيمان
أدري
ذا قلبُكِ ينبضُ في صدري
فانتبذي ركن الصمت حياءً أو بوحي
سيّان
ودعي لي حلو الهذيان

المشرف عام

رسالة كل يوم - مكي النزال

فرحلت إليك..،
أطوي الآفاق وأضربُ وجه البحر مـَريدًا
كنت ُ وحيدًا

إلا من قلبك ينبضُ في صدري
والحلم ِ المتوقـّد جمرًا في أضلاعي..،
في شفتيك

وفي أروقة مشاعرنا

وكأنا فيه صغيران

يرتعشان

***

يرتعشان
ويُجنّ جنون القلبين
تتوقفُ ساعات الدنيا
لا يبقى إلا الخفقان
والهذيان
وملامح للطوفان
وكأن الدنيا، كلّ الدنيا، صارت مهدًا للطفلين

***

ولتـُقرعْ أجراس الذكرى
ولتبحر سفن النسيان
فهما في الدرب المرسوم لنبضين ِ
سينتبهان
لا شيء يهم
فالدنيا لهما درب أمان

***

المشرف عام

رسالة كل يوم - مكي النزال

أمطرت ِ على الضفة الأخرى
حاولتُ العوم لأنهل من عينيك الغيث
فجّرت ِ براكين شعوري
وحين همست ِ: تعال
أطلقتُ شراعي وبساط الريح وكلّ خرافات الدنيا
هادنتُ المحظور لعلّي ........
لكني
آهٍ من لــكنـّي
كم قتلـَت أكبر أحلامي
فخذي عبر النسمات قصيدي
عربون وصال
يا همسة عمرٍ لم يبدأ إلا برؤاك
يا إشراقة نور الحب على شعري
يبقى نبضك في صدري
ويبقى سيري نحوك
رحلة عمري.

***

بملاءة همسك دثـّرتُ الجرح
أطلقتُ الصرخةَ تستقبلُ شدوك
فأنا مجنونٌ ضيّع همس مشاعره ِ في صخب ِ البوح
ناديتك ِ : يا من صرت ِ معي
اقتربي
لا تدعي للريح مجالاً ما بين النبضين
وتعاليْ نرق َ القمة َ صقرين
فمكان مشاعرنا ليس السفح
أنت أنا
وأنا أنت
ونحن الواحد في جسدين

***

يتمادى الوجدُ..،
أصالحهُ برقيق خيال
أتخطى الموجة للموجة ربـّانـًا ضيـّع بوصلته
أبكي أو أضحك، لا يهدأ
يسحق صبري
يجبرني أن أكتب للعينين وللشفتين وللضفتين
يسألني فأجيبُ أجيبُ أجيب....،
لكن يبقى ملحاحًا يدهمني..،
بسؤالين

***

أنت الفجر
وعيناك تطلان على الليل صباحات ٍ من قطر ندى
والدمعُ يبللُ دربك حين تعودين
أتعودين؟
يا من أطلقتِ القلب يغرّدُ في عمق فضاءات الوجد
فابتسمي لغياب لا يلبث ُ أن يشرق من عينيك لقاء
يا أجمل ما قال الشعراء

المشرف عام

رسالة كل يوم - مكي النزال

إلى- الشاعر حسن الغريان

عينا صبحي تنتظران
وأرى عينيك مواربتين على الخلجان
تتوهجُ شـُعَلُ الشوق لدينا
نـُبحر..،
نتمارى
لكنا ندري أن نهاية آمال العشاق سراب
ونصرّ على أجمل حلم ٍ
نحتضنُ الموجة علّ شراعًا يأخذنا للضفة الأخرى
ونظلّ بلا أدنى شك ٍ..،
نكتب شعرا

***

إلى الشاعرة عواطف كريمي:

نذبلُ وجدًا..،
أو نتوحّد
لا شيء مهم
فالأبقى هم من ننقشهم بشغاف القلب
ونداوي بهمُ جراح العمر وإن كانوا مـُرّا
والشعرُ شراعٌ يأخذنا رهوا
تحرّكهُ نسمة صيفٍ باردةٌ من أقصى الكون
تأسره
تأسرنا
لكن يبقى
تبقى
نبقى

المشرف عام

رسالة كل يوم - مكي النزال

يا شعرًا كالسيل تدفـّق
حتى هبّت ريحُ الوجد فأطرق
ظنّ العالم أن الوجه تمزّق..،

لكنّ الفارس بجدائل شمسٍ خلف البحر تعلـّق

***
صباحك خير
مساؤك خير
عالمك المزهوّ بسحرك خير
يا بنت الأرض الشقراء
يا لؤلؤة الماء
يا أحلى الأسماء
وأرق ّ الأنداء
من خلف بحارٍ لم ترحمني أرسلُ قلبي
يمثـُلُ عند الأعتاب الوردية ِ زهوا
ويقول:
مساؤك خير
يا وجه الخير

***

مفتوحٌ باب الشوق على مصراعيه
والساحةُ فارغةٌ إلا من نورٍ في عينيك..،
وجفان الورد
والوجد
لم يبق ِ على حدّ

***

فانتبهي لنداء ٍ يأتيك على كفّ الريح
مُدّي كفـّك ِ للقادم من خلف البحر
ذوقي منه السحر حلالا
كوني مهده
وخذي ما عنده
يا أجمل وردة

***

ولينتحر الحزنُ على خدّيك الورديّين
وتلتئم فراشات الروض على أنفك
وتنامُ قوافي الشعراء ليشدو شعرٌ في نبضك
كوني ماشئت
سيبقى الوجدُ رسول الشعراء إليك
وتـُختصرُ مسافات البوح
فأنت ِ الملهمة الأولى
وذراعك في الوجد الطولى
كل العالم يجثو في أعتابك ليقول
مساؤك أنت
أنت..،
الخير

المشرف عام

رسالة كل يوم - مكي النزال

تأخرت؟
يا لي من قاس ٍ متحجـّر!
كيف لمثلك أن تنتظر شريدًا؟
وتذيب دقائقها الجذلى وجدًا؟
مثلك لا تنتظر وصول المنسيين
بل تزرعهم عند الباب كما تهوى
تتمطى
كالورد بساعات الصبح الأولى
مثلك تحيا
ولينس العالم من ينسى

***

المشرف عام

رسالة كل يوم - مكي النزال

إبكي على كتفي ولا تتكتمي = بوحي بذاك الهاجس المتأزم ِ
يا طفلة ً دارت بها أشواقها = وتجمدت شكوى الحروف على الفم ِ
قولي لمن يهواك ما تخفي الحشا = وارقـَيْ مكانك بين عالي الأنجم ِ
ودعي ليَ الدنيا أصارع جورها = وأذود عن إشراقك المتبسّم ِ
يا من سكبت الدفء ملء جوانحي = وبذلت من عينيك أنجع بلسم ِ
لك في الضلوع ملاذ أمن ٍ دافئٍ = ولك الفؤادُ بنبضه المتلعثم ِ
يا من جلبت ِ من الشقاء سعادتي = وانثال نورك في طريقي المظلم ِ
وزرعت ِ لي في كل حرف ٍ وردة ً = من روض خدّ ٍ مشرق ٍ متنعّم ِ
كيف الوفاءُ وليس يملأ جعبتي = ما يستطيعُ رواء َ خافقك الظمي؟
لا تركني للصمت ِ ، أخشى قمعهُ = قولي بربّك ما لديك، تكلـّمي
وتألـّقي فالنجمُ يعرفُ أنهُ = بضياء وجهكِ يستفيءُ ويحتمي
وتكرّمي بالغيثِ من رطب اللمى = ما أجمل الدنيا بماطرك الهمي
قولي (أحبّك) إن أردت أو اصمتي = قولي (ابتعد) أو (عُد إليّ) أو (افهمِ)!
تدرين أني فيكِ قلت ُ وأنني = لعوالم ٍ من سحرِ روحك أنتمي
يا روعة الأحلام يا أبهى يد ٍ = هاتي خيالك عند نبضي َ واحلمي
ستصفـّقُ الدنيا لشدو مشاعري = وإذا طربت ِ فذاك أغلى مغنم ِ
فلتطربي يا ذات أجمل مسمع ٍ = ولتبحري في موج شدو ترنمي
ولتلهميني الشعر َ مزدانـًا ندىً = ولتتركيه على رصيفك يرتمي

المشرف عام

رسالة كل يوم - مكي النزال

لي معضلتي
وللعالم شأنه
فليذهب للطوفان ويتركني أكمل ملحمة الشعر
وليترك لي نبضي

وليهدأ أو يتهوّر أو يدمي قلبه

فلي ما هو أكبر من طوفان عماه
ولي ما هو أروع من زهر ٍ ونخيل
لي قلبي
فيه الدنيا تنتج شعرا
لعينين هناك
خلف ضباب الغربة
.

يا ذات العينين الهاميتين ندى
يا ضفتيْ بحر هيامي
يا روعة شعري
يا دربًا أختارُ لقلبي
يا حبي
هاتي كفـّكِ وليمض العالم في دربه
وانسيْ ضجته في سلم ٍ يزعمُ أو حربه
كوني

ليت الشعر يكون صديقي
كنتُ كتبتُ لعينيك دواوينـًا أخرى
كنتُ نقشتُ على كفـّيكِ طلاسمَ هاروت ماروت
لكن هيهات
فالعجزُ يكبّلُ حرفي
ليجيء ببرد الثلج
لست بكفءٍ للروعة فيك
لكني سأحاول
سأحاول جهدي
لأكون

المشرف عام

رسالة كل يوم - مكي النزال

ولقد قطعتُ لجامها فعَدَتْ تتيه على المروج
خببـًا تسيرُ وتارةً تعدو بمنظرها البهيج
والقلبُ يعدو خلفها لبهاء طلعتها أهيج

سيري على نار الجوى وازهي على برد الثلوج
لا تأبهي للناظرين وللسراة وللضجيج
ليس الذين ترينهم إلا مُعَنـّىً أو خديج

يا أنت يا ألق النجوم وفي الرياض لي الأريج

زوري فضاءاتي سنًا وتبختري بين البروج
فالأفق يرنو آملاً منك التوثب في العروج

المشرف عام

رسالة كل يوم - مكي النزال

تقولين: ذبت بشعرك
ويا روح شعري..،
سأجعل قلبي وعاء يلمّك
فذوبي كشهدٍ على خد وردة

****

شمسٌ أخرى غابت في المجهول
وعيناك على مرآتي
في محراب صلاتي
تبتسمين وحزنٌ في وجهك ِ ماثل
وأنا أغرقُ في بحر رسائل
لا أدري إن كنتُ المسؤول أو السائل

***

وتورّمت شفة الكلام
لمّا تشظى الوجد شعرًا
حتى تفتق فجرُ ملحمة النشيج
وانهار سدّ الصمت في لجج الصراخ من الوريد إلى الوريد
وسألت نفسي: هل لهذا النبض فينا من مزيد؟
أم حان وقتٌ للرحيل؟
هل من سبيل..،
لنكون ما كنا ونبدأ من جديد؟

***

والوجدُ قيدٌ من حديد
يا من حجبت رؤى الوجود
فلم يعد إلاك ِ دفءًا والحياة بدت جليد
قلت ابتعد
قلتُ ابتعادي عنك يعني أن أعود
فلقصتي في وجهك السحريّ فصلٌ من خلود

***

وليس غيرك ِ للقصيدة من ملاذ
تأوي إليكِ بصدرها المشحون ِ نارًا لا تنام
ترنو لوجهك من بعيد
وتدور حولَ يديكِ تنهلُ منهما عذْبَ الجمار
يا أنت
يا نورًا ونار

***

يا أنت..،
يا كنز المشاعر
والعزف في خفقات شاعر
لم ألقَ غيركِ في زمان الصمت تلهمني ارتباكي
وتجيء بالدنيا إليّ من المتاهة والهلاكِ
من لي إذن في ضيعة الدنيا سواك؟

***

تتقلـّبُ الأجفانُ تبحثُ في المدى
والسمعُ ينصتُ طامحًا في بعض صوتٍ أو صدى
والقلبُ ينبضُ مفردا
يا من هطلتِ من الخيال حقيقةً لا شكّ فيها
فطفقتُ أبحرُ عائمًا أرمي بلا أملٍ شباكي
لا شيء يغويني سوى أن ألتقيك ولو خيالا
وأغوص في أملي الذي لا بدّ ان يومًا يُنالا

المشرف عام

رسالة كل يوم - مكي النزال

سَأَلَتْهُ :
أتعني (أحبك)

شيئًا لقلبك؟!

أجاب:

(أحبك) منك

كما الرافدان

وما يعنيان

(أحبك) تعني

طيورًا تغنّي

ودفء التمني

وأجمل لحنِ

وتعني

بأنّيَ منكِ

وأنّك منّي

وتعني وتعني

وإن كان طيّ سؤالك ظنًّا

فلا

لا تظني

اطمئني

وإن كنت منه تريدين شيئًا

فلا تتأني

وإن كنت تخشين حزني

فحزني صديقي

فحتى كأني

وُلِدتُ بحزني

تعاليْ أو امضي

ستبقين نبضي

وتبقين روضي

سمائي

وأرضي

(أحبك) تعني كثيرا..، كثيرا

فجودي إذا شئت أو فلتضنّي

لأني

سأبقى أحبك ملء التمني

....

المشرف عام

رسالة كل يوم - مكي النزال

تظنين أني مللت؟

أو اني زللت؟

أو اني لآخر دربي وصلت؟!

بلى..

قد مللتُ الحياة بدونك

زللتُ إذا لم أنم في عيونك

وصلتُ نهاية شكّي بنبض يقينك

ولكن..،

ولكن هذي عدوّ لدود

أرى الأرض تحتي تميد

ودرب الأماني يحيد

وأني..،

وحيد!

فهل جرمُ من قال (آه) خطير؟

دعي القلب يطلقها في الأثير

وإلا انفجرْت!

المشرف عام

دعيني أمتْ فجأةً

لا كما كنت أحيا المنى

خطوةً خطوةً

دعيني أودعْ جنائن بابل

والرافديْن

وأمض بلا لفتةٍ للحياة

هو القدرُ المرّ أرضاه طوعا

وليس لمثلي إلا امتثال

دعيني

ولا تسأليني

فهذا الذي يملأ الرأس قاسٍ وساخن

وهو يعرف أنى تُعاف الأماكن

وكيف تدور الطواحين

وكيف تُدار السواكن

المشرف عام

وداعًا ليلةً أخرى قضيتُ دُوارها شعرا
وداعًا نبض قافيةٍ نفثتُ غياثها سحرا
وداعًا لوعةً مكثت وكان دخانها عطرا

المشرف عام

لمن سألوا
ولم نسأل

لمن أرواحهم أجمل

ونبض قلوبهم أنبل

لمن إن أجدبت بذلوا
فكانوا خير ما يُبذل

بظلمة ليلنا قدموا
فكانوا بسمة المشعل

المشرف عام

عليكِ السلام

ومعذورةٌ في انصراف

فحَوْلكِ قضبانهم

والجفاف

وفي روحك اليأس لا يرعوي أو يخاف

وفي داخلي ألف سدّ

وما زال جرحي يمارسُ تاريخه بالرعاف

المشرف عام

وما زالت الشمسُ واجمةً في الأفق

تتأرجح بين كفّي رحيل

والصدى يرجع لي شجو نوح الحمائم

وأفقيَ غائم

لست أدري أباقيةٌ تلكم الشمس أم راحلة

غربتي قاتلة

ربما أنا مرتحلٌ من جديد

أو اني أرى رحلتي اقتربت من نهاياتها الغائلة

حيث ترتاح أنفاس ريحٍ حملت

وروحي تسائلني:

هل وصلت؟

المشرف عام

تسائلني حكمتي:

لمَ تعشق المستحيل؟

أوَ قُدّت عروقكَ من خيزران؟!

وتضحك روحي

مثل قبّرةٍ صلّت الصبح في بركةٍ من دماء

لستُ أعشق المستحيل

بل هو المستبدّ الذي لا يفارقني لحظةً مذ وُلدت

هو من شاء لي أن أكون ماردهُ بين قيد وقيد

وما أنا إلا أسيره

مع أني صنعتُ في غفلة منهُ ما قد صنعت

وبدّدتُ يومًا حضوره

المشرف عام

جمالك ليس عاديًا .. *

دلالك ليس عاديًا .. *

وشوقي، ليس عاديًا..

وجدت الأفق ألوانًا

كالوانك

وقلبي صار أغصانًا

كأغصانك

وشوك الدرب ريحانًا

كريحانك

فذابت يعتريها الوجد أزماني

بأزمانك

وتاق القلبُ ملهوفًا

لتحنانك

شراعي لم يزل يمضي

لشطآنك

فبحرك ليس عاديّاً

وبوصلتي

تقود لعنف طوفانك

تضل فتهتدي قسرًا

لأشجاني وأشجانك
يهبّ الشعر منتفضًا

بإدماني

بإدمانك

يحاول رسم قافيةٍ

تدور بأفق إيمانك

يثور وإن بدا عبثًا

كزوبعةٍ بفنجانك!

المشرف عام

فشعري ياسمين الشامِ

روضتهُ

بأحضانك

وشعري ثورة الأحرارِ

أذكيها

بنيرانك

وشعري نكهة التفاحِ

ألقاها

ببستانك

المشرف عام

إلى متظاهرة

تألقتِ في ساحة الغاضبين
هتفتِ بحقٍّ جليٍّ مُبين

صرختِ: أفيقوا سراة الندى
وكانوا بغفلتهم نائمين

فردّد بعدك عصف الرياح
وفتية أمتنا الغاضبين

وقلبي تعلّق خلف الحدود
يخاف عليكِ مُدى الحاقدين

فبوركتِ بوركتِ يا حرةً
يثورُ لثورتها الياسمين

زائر

أصرّ على أنكِ الأجملُ

وأنكِ في العالم الأفضلُ

وأنك في القلب إشراقهُ

وفي ليله القمرُ الأكملُ

أريدك أن تفهمي أنني

بكلّ الذي جئتني أقبَلُ

صدودًا، جحودًا، دلالاً، جفاً

ولكن رضاك هو الأمثلُ

حبيبة قلبي التي لم يزل

على شفتي ذكرها يمثُلُ

تعاليْ نرَ الشمس في ليلنا

فإن أدبرت ضوءنا يُقبلُ

وإن يصحُ منا نداءُ النوى

فبالحلم أن نلتقي نثملُ

لنبدأ تاريخنا مشرقًا

ونحملَ ما كان لا يُحمَلُ

نسامرُ بالشعرِ حشد النجوم..،

فيهوي إلى نورنا ينهلُ

ننادي على من طغى حزنهم

ومن في دجى يأسهم أوغلوا

هلموا إلى أملٍ في الحياة

فما زال في العمر ما يؤملُ

ولا تسألوا العقلَ عن قادمٍ

لأنّ الرؤى البكرَ لا تُعقلُ

معلمتي النبضَ، إن تُبطئي

فإني على أملٍ أعجلُ

وإن قلتِ: إرحل تريْ أنني

لعينيكِ مستبشرًا أرحلُ

سأكتبُ عنك ولن أدّعي

وإن أنكر القومُ لا أحفلُ

فشعري عفيفٌ شفيفُ شدا

بحبٍ هو الأشرفُ الأنبلُ

يشحّ على الغيدِ حدّ الجفاف

ولكنه فيك لا يبخلُ

يغازل فيك انتشاء الندى

ووردًا بعينيك لا يذبلُ

وغيثًا من العطر حباتهُ

تفيق الرياحين إذ يهطلُ

تقولين: أدري، وما ضرّني

بأني بما قلت لي أجهلُ

حياتي بكفيكِ لا في دمي

وعمري على أملي أطولُ

فأنت الندى نهرهُ سلسلُ

وأنت الشذا باذخًا يبذلُ

وأنت التي طالما تُسألُ

فتُعطي الحياة ولا تَسألُ

وقصتنا قطّ لا تنتهي وإن مرّ دهرٌ هو الأثقلُ

» مدونة الشاعر العراقي محمد نصيف
» مدونة الشاعر الأردني الكبير / سعيد يعقوب
» مدونة الشاعر الأردني الكبير عرار( مصطفى وهبي التل )
» الشاعر الكبير / الدكتور خالد الجبر
» الشاعر والناقد الأردني الكبير / د. محمد سمحان