=blue]حكاية السندباد
ربمــا خلـتم حديثــــــي من حكايا شهر زاد
أو خيالا مستفيضا من خيال السندبــاد
حين أروي ما جرى لي ذات أيام الحصاد
يوم غادرت سريعا حفل عيد لميلادي
لم أكن فيه سعيدا بل عذابي في ازدياد
فعقدت العزم أبغي ألطوف في بعض البلاد
علني أجلو همومي أو أسري عن فؤادي
ما ألاقي من شقاء في النوى والابتعاد
عن حبيب القلب حتى لات صبري واجتلادي
فأطلت السير حتى كل من تحتي جوادي
واسترحت عند نبع سابح في بطن وادي
كل شيء كان حولي غير صوت الماء هادي
عنده ظل ظليل مثل واحات البوادي
فارتويت واشتفيت مال جفني للرقاد
غير أني صم سمعي صوت إنسان ينادي
جاءني عذبا شجيا كغناء الطير شادي
فأجلت الطرف حولي في اضطراب واحتداد
باحثا في كل ركن سائلا عمن ينادي
فانبرى لي رسم شخص سار نحوي باتئاد
ضاق صدري حار فكري وثبت كالجماد
يا الهي هل صديق زائري أم هو معادي
لم تدم إلا قليلا حيرتي في ذا المنادي
لهف نفسي ويح قلبي رب ألهمني رشادي
ما أرى إلا حبيبا جاء من غير ميعاد
كان عني في صدود وجفاء و ابتعاد
فأشحت الطرف عنها مسرعا نحو الجواد
ومضت خلفي سريعا في ثبات و اشتداد
قالت اسمعني حبيبي لحظة واعرف مرادي
إن أكن جافيت يوما أو جنحت للبعاد
فأنا ما زلت ولهى حبكم يملا فؤادي
لم أذق للنوم طعما أو يفارقني سهادي
غيركم ما حل قلبي لا وخلاق العباد
أنت روحي أنت عمري أنت فكري واعتقادي
فالتمس بالله عذرا واصفحن صفح الجواد
فتعاتبنا طويلا عبر ألسنة حداد
ثم أحسسنا اشتياقا رغم أجواء النكاد
وتصافينا سريعا وتشابكت الأيادي
بيد أني بعد لأي والهوى في اتقاد
لم ترعني غير آه زلزلت كل الوهاد
ودموع جاريات نحو مرتاح القلاد
قلت والأنفاس مني مسرعات في اضطراد
فيم آهات حبيبي فيم دمع العين باد
فرنت نحوي وقالت قاتل الله عنادي
ليتني لبيت لما كنت تدعو للوداد
فأنا في شر حال وشقائي في ازدياد
إن ترم صرمي وهجري بعد هذا أو تعادي
أو تبن مني حبيبي دون تحقيق المراد
سأظل العمر ويلي في بكاء وحداد
ليت شعري كيف أحيا إن هجرت وأنت زادي
شعر الشاعر : سعود كنعان حردان
الرئيسية 
