منتديات حسن .ع . حسان الأدبية
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم ... يسرنا أن تكون / تكوني أحد / إحدى أعضاء وعضوات المنتديات ، للمشاركة عليك التسجيل أولا ..
مع تحيات مؤسس منتديات ترانيم النبض الحائر .....
منتديات حسن .ع . حسان الأدبية
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم ... يسرنا أن تكون / تكوني أحد / إحدى أعضاء وعضوات المنتديات ، للمشاركة عليك التسجيل أولا ..
مع تحيات مؤسس منتديات ترانيم النبض الحائر .....
منتديات حسن .ع . حسان الأدبية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات حسن .ع . حسان الأدبية

أدبي ثقافي
 
الرئيسيةالرئيسية  همسة ترحيبية همسة ترحيبية  أحدث الصورأحدث الصور  دخول  التسجيلالتسجيل  

 

 حميرك يا وطن ..

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
حلا السويدات
مشرف
مشرف
حلا السويدات



حميرك يا وطن .. Empty
مُساهمةموضوع: حميرك يا وطن ..   حميرك يا وطن .. Emptyالسبت 06 أغسطس 2011, 12:45

فقد حدث في سبعينات القرن الماضي في أيام كانت أمانة عمان ولا اعلم هل كان هناك أمانة ام مجرد بلدية في ذلك الوقت، أن عمال النظافة كانوا يستخدمون الحمير لنقل ( الزبالة)، وكان في حينا المتواضع القابع في إحدى زوايا جبل الحسين عامل نظافة اسمه ( عبد الكريم) وكان ككل العمال يجوب الشوارع وأدراج عمان صعودا ونزولا منذ الصباح، وذات صباح سمع السكان صوت جلبة مصحوبة بصرخة رجولية قوية، ففتحوا الأبواب والنوافذ وانطلقوا إلى الشارع ليجدوا ( عبد الكريم) جاثما فوق حماره، الذي تزحلق أثناء صعوده للدرج وسقط وقد انتثرت أكوام الزبالة التي كان يحملها على ظهره.
سأل عجوز ذو خبرة عبد الكريم عن عمر حماره، فاخبره انه في الثانية والعشرين وطبعا هذا يعد عمرا متقدما بالنسبة لحمار (عجوز). اقترب أخر وقام بفحصه فاكتشف إن كسرا حادا أصاب ساقه، طبعا السقوط كان حادا والإصابة بليغة والحمار عجوز والشفاء بالنسبة له ضرب من المستحيل، بسرعة تشاور الرجال والنساء فكان القرار أن الموت هو السبيل الوحيد لإراحة هذا الحمار من عذابه، تبرع أبو جورج للقيام بهذه المهمة فاحضر مسدسه الشخصي مطلقا رصاصة الرحمة على راس الحمار، اهتز جسد عبد الكريم وكأنه هو من تلقى الرصاصة فاقترب منه احد الرجال معزيا قائلا( العوض بسلامتك يا عبد الكريم)، بسرعة احضروا لوحا من الخشب وحملوا جثة الحمار حتى الساحة الخلفية لمدرسة التطبيقات، وكانت في ذلك الوقت مفتوحة ولم يتم ضمها مع سور المدرسة الحالي. حفروا قبرا ودفنوا الحمار فيه.
هذا حمار قضى عمره مرافقا لعامل نظافة في شوارع عمان، يحمل على ظهره قاذورات الناس ليريحهم من تراكمها، عمل دون كلل أو ملل باجتهاد وصمت ومثابرة. قد يغضب البعض إذا قلت إن للوطن حميره كما إن له رجاله .. وإذا أردنا عين الحقيقة فلقد كان الحمار على طول الزمان الماضي والحاضر احد الدعائم المهمة في بناء الحضارات، فالفراعنة هم من بنوا الأهرامات لكن كم حمارا مات أثناء البناء، وكم رجلا فقد حياته ودفن في الساحات الخلفية للتاريخ، فنحن ننعت الغبي بالحمار والعنيد بالحمار، وننسب صفة الصبر والاحتمال والاجتهاد والمثابرة والإتقان لحيوانات أخرى نجد أنها تليق بمقامنا، أو حبنا لذاتنا كبشر، كالأسد عنوان القوى والجمل عنوان الصبر والفرس للرشاقة والصقر في بعد النظر، وتجدنا ننعت المرأة السمينة بالبقرة مثلا، وننسى أننا نأكل لحمها ونشرب لبنها ،وان الناس قديما كان يدعونها ( بأم البيت) ،لأنها أنقذت أجدادنا الذين أدركوا قيمتها من الموت جوعا في أيام المجاعات ....وهنا اقترح بان يطرح كل واحدٍ منا على نفسه هذا السؤال، هل أنا حمار؟ طبعا عليك أن تراعي مستوى صبرك واجتهادك وانجازك وهمتك ومثابرتك بالإضافة وهو الأهم هل يُقدرك الآخرين، أم أنت كالجندي المجهول تتوارى خلف الأضواء ..إذا اكتملت لديك هذه الصفات فأنت بامتياز حمار، ولن انهي جملتي بأجلكم الله..فكلنا مخلوقات الله، فضلنا الله على خلقه لنعمر الأرض بمساعدة باقي المخلوقات كالحمير.

بقلم القاصة : كوثر عيّاد ....
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
حميرك يا وطن ..
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات حسن .ع . حسان الأدبية :: الفئة الثانية ( المنتديات الأدبية ) :: القصص والروايات المنقولة-
انتقل الى: