يا ليتني حرفٌ
إنّ الذين أحبهم رحلوا = لا استفسروا عني ولا سألوا
تركوا قتيلاً لا قرار له = لا الطب يشفيه ولا الأملُ!
لا يملكون لفعلهم حججاً = هم يعرفون من الذي قتلوا
كتبوا على بابي رسائلهم = فمحت دموعي الحبرَ والقبلُ
اليوم قد تركوا أنامِلَهم = يمحى بهن ويكتب الأجلُ
كم مرة ذهَبَ الرسولُ فما = عادت مكاتيبي ولا الرسلُ
هذا سؤالٌ لا يحيرني = في الحبِّ عدوى الحبِّ تنتقلُ
أبكي على الباب الذي لمسوا = ويصيبه بعناقيَ الخجلُ
لكأنما الأشياء – واعجبي – = تحنو على الإنسان ... تنفعلُ
وأقبّل الورد الذي قطفوا = فيذوب في حزني ويشتعلُ
منديلهم في الظلِّ مختبئ = قد كان في شفتيّ يبتهل
كل الذي تركوا يعاندني = يقسو ... وينكرني ... وينشغل!
كيف الوصول إلى الشموس وبيني= يا هواي وبينكم جبلُ
ألفٌ من الحراس يحرسكم = لا الكفُّ يبلغكم ولا المقلُ
او أختفي في ظل حارسكم = أم مهنة الحراس أنتحلُ،
أم في الديار أظلّ منتظراً = كم شاعرٍقد غاله الطلَلُ؟
إن عدتم للحيِّ لن تجدوا = إلاّ فتى ضاقت به السبلُ
من دون عنوانٍ ... فلا طرقٌ = تمشي إليه اليومَ أو تصلُ
لكن على الباب الحزين قصيدته = – تحنُّ – ودمعه الهطلُ
تتعانق الكلماتُ في شغفٍ = يا حبذا من مثلَهم فعلوا!
يا ليتني – حرفٌ – وليتكم = حرفٌ – على بابٍ – ونتصلُ!
هنري منصور