| الشاعر الكبير / الدكتور خالد الجبر | |
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
الطائر الوردي المشرف عام
| |
| |
الطائر الوردي المشرف عام
| موضوع: رد: الشاعر الكبير / الدكتور خالد الجبر السبت 11 يونيو 2011, 15:01 | |
| صَـــــباحٌ كأنَّ اللهَ عَــــــــطَّرَ وَجْهَهُ/ بِنُورٍ يَقِي المَهْــــمُومَ نارَ أساهُ يُضيءُ النُّفوسَ المُـثْقَلاتِ مَتاعِبًا/ ببَسْمَةِ عُمْرٍ كَيفَ ضـاعَ صِبَاهُ؟ فيا رَبُّ، أنتَ الحِبُّ فِي كلِّ خَفْقَةٍ/ وأنْتَ الذي نَحْـــــيا بِعَذْبِ بَهَاهُ أذِقْ عَبْدَكَ النِّسْـــــيانَ، أنتَ برَأتَهُ/ وإنَّكَ أنتَ اللهُ، مَنْ لِي سِوَاهُ؟ | |
|
| |
الطائر الوردي المشرف عام
| موضوع: رد: الشاعر الكبير / الدكتور خالد الجبر السبت 11 يونيو 2011, 15:04 | |
| أنامُ وَمِلْءُ الرُّوحِ طَيفٌ يَشُوقُنِي/ وأصحُو ومِلْءُ الجَفْنِ وجهٌ هَوَى بِيَا وفِيَّ مِنَ الدُّنْيا نُدوبٌ كأنَّـــــــها/ جِراحُ السِّـنينِ الغائِراتِ تَوالِيـــــــــا ولكنّنِي خِلٌّ لصَبْرٍ على الشَّجَا/ يُرافِقُنِي مذْ كُنْتُ بالرُّوحِ ســــاخِيا فيا سالِبِيَّ الصَّبرَ، عُذْرًا لأنّني/ سأُغْضِي على جُرحٍ تَورَّدَ خـــــافِيا | |
|
| |
الطائر الوردي المشرف عام
| موضوع: رد: الشاعر الكبير / الدكتور خالد الجبر السبت 11 يونيو 2011, 15:05 | |
| كأنّي على ظلّي أراود غيمةً/ لتهمي على روحي النّبيذَ سواقِيا وما لي أريق القلبَ والصدّ يجتوي/ نزيفي، وأفضي للسُّوَى بانكساريا؟ ألسنا على حدّ الرّحيل، ودربُنا/ سؤالٌ يطولُ الدّربُ منهُ لياليا؟ إذا كان ودّ فالذي لا يُسيغُه/ ودودٌ هو التسليمُ بالعُمرِ جاريا (ألا لا تلومانِي) فقد ملّني دمي/ وهاجرَنِي فَيضُ اعترافي بِما بِيا خُذا ما تشاءانِ العشيَّةَ هاديًا/ وقُومَا على وجدٍ تنكّبَ حافِيا | |
|
| |
الطائر الوردي المشرف عام
| موضوع: رد: الشاعر الكبير / الدكتور خالد الجبر الخميس 16 يونيو 2011, 00:31 | |
| Khalid A. O. Al-Jabr مقامات الخسوف رأسُه المحمولُ بينَ يدَيهِ كانَ أجْمَلَ حينَ أراحَهُ على النُّصبِ التّذكاريّ، ومضَى يبحثُ عن وجهٍ لم يألَفْ غيرَ يَدَيهِ العتيقتَين! بعدَ واحدٍ وثلاثينَ عامًا، لم تزَلْ الزّنزانةُ على حالِها؛ مهما اتّسعت وجاوَرتهُ فيها وُجوه، فهي على حالِها | |
|
| |
الطائر الوردي المشرف عام
| موضوع: رد: الشاعر الكبير / الدكتور خالد الجبر الجمعة 17 يونيو 2011, 14:52 | |
| حَرْفُ التِباس
يا لِمَّةَ الصُّبـْحِ، هل يُوْدِي بِهِ أَلَمُ أوْ يَحْــتَوِيهِ بِما أوْحَـــــى بِهِ الكَلِمُ؟ يَرْفَــــضُّ ثانــيةً، عنها مُجـــافِيَةً ولَوْ تَــوَلَّى لأوْهَـــى عَــــزْمَهُ النَّدَمُ في أوَّل الدَّربِ نَجْوَى رنَّقَتْ دَمَهُ والآنَ يَحْـــــزُنُه التَّـــغييبُ والعَـــدَمُ ما للَّيــــالِي إذا أشــــلاؤُهُ نَزَفَتْ تُرِيحُـــــهُ حـينَ تأسُـــــوهُ، وتَنْتَقِمُ؟ يأوِي إلى كَـهْفِهِ كَيـْمَا يَرَى أُفُقًا يُحـطِّمُ اللـــــيلَ إنْ أزْرَتْ بِهِ الظُّـلَمُ لكنَّـهُ بينَ ذا وخَــــوْفِ ذاكَ عَلى حَرْفِ التِباسٍ بِما يُصْمِي وقَدْ يَسِمُ يا تالِيَ الوِرْدِ ما للرّوحِ تعتصِمُ/ بما تيسَّرَ، هل أزرى بِها الحُلُمُ؟ يا صاحبيَّ، تقصَّيَا حُروفَ فَمِي/ في ما رقَمْتُ، فقد يعتادُنِي السَّقَمُ
| |
|
| |
الطائر الوردي المشرف عام
| موضوع: رد: الشاعر الكبير / الدكتور خالد الجبر الجمعة 17 يونيو 2011, 14:53 | |
| يا ليتَهُ حَجَرٌ
أودَى بِـــهِ التَّــعَبُ فأقــــــامَ ينـــتَحِبُ مــاذا تُـــريدُ بِــــهِ الأيّـامُ والحِــــقَبُ؟ شــــابَتْ بَـراعِمُهُ مُذْ هـــاجَهُ الطَّـرَبُ ليتَ التي سكَنَتْ أحْشــــــاهُ تَقْـتَرِبُ يـــذرُو تَلَــطُّـــــفَهُ ويُبِيحُــــــهُ اللهَـبُ شــــغَبٌ ألَـــمَّ بِهِ فِي إثْــــرِهِ شَـغَبُ أنَّى التَــــفــتَّ لَهُ أحْـــــــوالُهُ عَــجَبُ كَلِفٌ بِمَنْ سـلَبَتْ قــــــــلبًا بِهِ يَثـــبُ هل يسـتَوِي دَنَفٌ يَعْـــــتادُ أو لَعِــبُ؟ يا لـــيتَهُ حَجَــــــرٌ أو هــاطِلٌ صَــــبَبُ روحٌ تُخـــاصِــــمُهُ والنَّفــــسُ تَحْـتَرِبُ إنْ نــامَ أيقـــــظَهُ مِنْ نومِــــهِ صَـخَبُ أو قــــــامَ طاحَ بِهِ لَـوْمٌ، ومُعْـــــــتَتِبُ يا لــيتَ لو عَــقُمَا أمٌّ لَـــــــــــــهُ وأبُ يا ربُّ خُــــذْ بِيَدِي عَبِـــثَتْ بِيَ الكُرَبُ | |
|
| |
الطائر الوردي المشرف عام
| موضوع: رد: الشاعر الكبير / الدكتور خالد الجبر الجمعة 17 يونيو 2011, 14:55 | |
| نَجْوَى ثَلاثٍ....
تعبتُ، فخُذْنِي إليكْ ومرِّرْ يَدَيْكْ على ظلِّ رُوحِي تَعبتُ، فأينَ أريحُ المَطايا إذَنْ؟ فِي عَرَائِي؟ وأنتَ بعيدٌ عَنِ الشَّجْوِ فِيَّا تَعالَ، وخُذْ بِيَدَيَّا تَعبتُ، وأدْرَكَنِي مِن يَبابِ العُروقِ جِمَارٌ تَحُرُّ الذي كدَّسَتْهُ الليالِي عَلى كَتِفَيَّا تَعبتُ، أرى كلَّ ما كانَ قُرْبِي بَعيدًا أرانِي – وَما كُنْتُ طِفلاً – بَعيدًا عَلَيَّا تَعبتُ، حَسِبْتُكَ تأتِي على ظُلَّةٍ مِن غَمامٍ وتُسْنِدُ خاصِرَتِي حينَ تكسِرُنِي الأمنياتُ فغِبْتَ وبِتُّ وَحيدًا وبِتَّ قَصِيَّا تعِبْتُ، أغادِرُنِي في الصَّباحِ ولا أجِدُ النَّخلةَ المرتَجَاةَ ولا رُطَبًا يتَدلَّى جَنِيَّا أأنْتَبِذُ الآنَ وَجْهِي الشَقِيَّ.. العَصِيَّا؟ تَعِبتُ، لئِنْ لَمْ تُهَدهِدْ شَجَايَ، فكَيفَ أصُومُ، وكيفَ أردِّدُ وِرْدَكَ؟ كيفَ أبِيتُ الليالِي نَجِيَّا؟ تعبتُ، ولستُ مَلاكًا، ولستُ الخَؤُونَ الذي لَمْ يُطِعْكَ ولَسْتُ نَبِيَّا تَعبتُ، أما كُنْتَ تعلَمُ أنِّي سيُوْدِي بِيَ العُمْرُ حتّى تَرانِي شَقِيَّا؟ أحاوِرُ دَرْبَ الرّحيلِ اغتِرابًا وأُلْقِي عصايَ فأنْدَمُ ماذا تُريدُ؟ وأينَ سأَمْضِي إذا هبَّتِ الرِّيحُ.. غَيًّا فَغَيَّا؟ تَعبتُ، وكُنْتُ أدارِي الدّروبَ... ولَمْ أكُ شَيَّا أنا الطِّفْلُ والشَّيْخُ فِيَّا ولَمْ أتَفَيَّا ظِلالَكَ يَوْمًا ولَمْ أتَهَيَّا لِهذا المَرارِ المُكدَّسِ رِيَّا! تَعبتُ، وكُنْتُ أريدُكَ كُنْتُ أسابِقُ ظِلِّي إلى ظلِّكَ المستريحِ بَرِيئًا نَقِيَّا فلِمْ أسْلَمَتْنِي الدُّروبُ إلى المُهلِكاتِ غَوِيًّا غَوِيَّا؟ تعبتُ، شَقِيتُ بِأُولَى الخُطَا وكأنِّيَ ما جِئْتُ إلاّ لكَيْ أُسْتَبَاحَ وأذْرُو غِيابِي وَحِيدًا أَسِيَّا! فماذا تُريدُ؟ تَعالَ، وخُذْنِي إليكَ تَعِبْتُ، أرِحْنِي مِنَ الصَّلَواتِ مِنَ الدَّعَواتِ تَعِبْتُ تَعِبتُ تَعِبتُ، فهَيَّا! أنا الآنَ وحدِي... أريدُكَ، هَيَّا ! تَعبْتُ، فَهَيَّا ! ولا تَحْتَبِسْنِي بِهذا الجَسَدْ كَرِهْتُ الأبَدْ أنا خالدُ الْـــــكانَ طِفْلاً عَجُوزًا يُدارِي الجِراحَ بِحَبْلٍ مَسَدْ تَعِبْتُ، تَعالَ وخُذْ بِي إلَيْكَ... وخُذْنِي إلَيَّا فإنِّي أُحِبُّكَ... مَيْتًا وَحَيَّا ! | |
|
| |
الطائر الوردي المشرف عام
| موضوع: رد: الشاعر الكبير / الدكتور خالد الجبر الجمعة 17 يونيو 2011, 14:56 | |
| فِرْدَوسُ مِيلتُون
أريدُكِ خارجِي، تَمامًا كَما أريدُنِي خارِجَك. يفتِنُنا البوحُ حدَّ الجَرْح، ونسدُرُ في غَيِّ الكلماتِ وغِوايَتِها، فَنُنْسَى كيفَ تكونُ المعرِفَةُ صِنْوَ الموتِ. هل يَنْسى الميِّتُونَ رائِحةَ حَنُوطِهم، أو تنسرِبُ من آنافِهم آثارُ صَنَوبرِ الألواح؟ وأنفِي راغِمٌ أريدُكِ خارجِي، تمامًا كَما أريدُنِي خارِجَك، لو لحظَةً أو لحظَتَين. كلُّ شيءٍ نصنَعُهُ بإرادةٍ مَحضَة، إلاّ ما يُثْقِلُنا بترانِيمِ الفلَقِ المستَباح؛ يأتِي قَسْرًا من غيرِ نِفاقٍ للأبوابِ أو كُوَى الرّوحِ المُغْلَقة. الوجَعُ الرّفيعُ – حِينَ تنطَلِي الخُدْعَةُ على بارئِها – هو ظلُّ الاستِكانَةِ لوَجَعٍ قادمٍ من أقصى المدِينَةِ يسعَى... كأفْعَى. الوَجَعُ النَّبيلُ – إذا انْكسَرَتِ الصُّورةُ في الماءِ، وغِيضَ الماءُ فلا صُورةَ إلاّ الظِّلُّ – يستَوِي فيهِ الوَجَعُ والنُّبْلُ؛ سِيّانِ أنْ ترتَوِيَ، وأنْ تَحْبُوَ يَباسًا على قارعَةِ الجَهْلِ ضَريرًا يُبْتَلى بالعافِيَةْ. وأريدُكِ خارجِي تَمامًا، كَما أريدُنِي خارِجَكِ، لو بُرْهَةً أعتَلِي فيها ذُبولَ الفَتيلِ في وَهَجِ الوَميض. الجَدْبُ أَنْ تَمُرّ الشّتاءاتُ على الرّصِيفِ ولا يُصَابَ المارَّةُ بذاتِ الرِّئَة، ثمَّ يَعْبُرَ الصَّيفُ إلى بَوّابةِ العُمرِ حَفِيًّا بسحاباتٍ عابِرَة. العُمْرُ يَجرِي إلى مُستَقرِّه هادئًا، وادعًا كَيَمامَةٍ عَلِقَتْ بشِباكِ صيّادٍ لا تفُوتُه حُنْكَةُ الابتِذَال، وتَفِيضُ شَفَتاهُ – كَيَدَيْهِ – بالنَّدى، عارفًا أنّ البدايةَ هي النّهايةُ مضرُوبَةً في أُسُسٍ مُضاعَفَةٍ مِنْ حَنِين. أريدُنِي خارِجَكِ تَمامًا، كَما أريدُكِ خارِجِي، لو لِمَاما. يشتَبِكُ الرَّمادُ والطِّينُ بالماءِ، ولا يُجفِّفُ عُرْيَ الفاجِعَةِ غيرُ الهَواءِ الطَّلْق؛ يعبُرُ نَسِيجَ الحِكايَةِ مُتَلفِّتًا عَنْ يَمِينَيْهِ - فكِلْتا وُجْهَتَيْهِ يَمِين – ويَحْنِي رُوحَهُ لغِرْبالٍ يُصفِّي ما تبَقَّى فيه مِنْ حَصَى المسافَةِ، ويَبْصُقُ كَبَشّارِ بْنِ بُرْدٍ، ثُمَّ يُلْقِي حُكْمَهُ القَهْرِيَّ جَهَارًا نَهارًا، غيرَ عابئٍ بِأُقْحُوانَةٍ تتَلَوَّى غيرَ بَعِيدَ. سأَهْجُرُنِي إنْ نَسِيتُكِ؛ سأَنْسَانِي إنْ هَجَرْتُكِ... لكنِّي أُرِيدُنِي لأَكُونَ بِلا لَعْثَماتِكِ حِينَ تُصلِّينَ على أبوابِ المَعابِدِ؛ أو تُعِيدِينَ رَسْمَ الخَرائِطِ على حِيطانِ جَسَدِي الكَهْفِ بِفَحْمٍ كِذَاب. سُلِّي ثِيابِي مِنْ ثِيَابِك... لَوْ مَرَّ سَيْفٌ ... لأراقَ دَمِي... أنَا، وأنَا، ولا غيرَ أَنَا... كصُورَتِي في المرآةِ. أَنانِيٌّ حَدَّ انْفِصَالِي عَنْ وِصَالِي... واكْتِثَارِي فِي انْدِثَارِي... واحْتِضَارِي بِاخْتِيَارِي. لا أَرَى إلاّ يَباسًا يَغْزوُنِي مِنْ أخْمصِ قدَميَّ إلى قِمَّةِ رأسِي، يتمدَّدُ كالمِرْآةِ، ولا يترُكُ منِّي موضِعَ شِبْرٍ إلاّ ذَرَعَهُ بِجِمَارِ الزِّيف. إنْ لَمْ تَخْرُجِي، أو تُخْرِجِينِي، أُقسِمُ إنِّي سأزُورُ العرّافَةَ كَيْ تَشْطُرَنِي نِصْفَيْنِ: فَلِي نِصْفٌ كُلِّي، وخُذِي شَطْرِيَ مَحْفُوفًا بِالوَجْدِ النّازِفِ. اخْرُجِي، أو أخْرِجِينِي مِنْ هذا الوَهْمِ الدَّبِقِ الزَّلِقِ النَّازحِ حتّى آخرِ قَطْرَةِ وَهْم. وخُذِي أشياءَكِ مِنْ ذاكِرَةٍ عَفُنَتْ بالزَّنْبَق. وخُذِي آخِرَ أُغنِيَةٍ ستُطِلُّ على الأوراقِ كَما الأوْرام. سَأُشِيحُ وَحِيدًا حِينَ أُرَاكِ، فأَشِيحِي رُوحَكِ مِنْ وَرَقِي. لَمْ أزَلْ، أنَا وأَنَا، وَحْدَنا، ولَمْ نَزُلْ، ولَنْ نَزِلَّ بَعْدَ اليَوْم. قَدْ يَتَوارَى فِي يَدَيْنا ظِلُّنا، لكنَّهُ سيظلُّ ظِلاًّ يتَأبَّى على إبرَةٍ تُجرِّدُه من فَوْضاهُ الحَفِيَّةِ بالشُّقُوق. الصَّباحُ يُطِلُّ، كَما كانَ قَبْلَ اخْتِفاءِ "الزُّهَرَةِ"، يَعْتَرِينا بالبابُونَجِ ودُهْنِ اللَوْز، فَراشَةً تُنقِّلُ حُبوبَ الطَّلْحِ، تُوزِّعُها بَرِيدًا يائِسًا على مَسَامَاتِ الوَرَق؛ لكنَّها تَطِيرُ بِجَناحَينِ هَزِيلَيْنِ كَما أنا، وأنا. احفَظِيها إنْ واتَاكِ الحَرْفُ؛ بَعْدَ حِينٍ قَد يَنْتَقِي الحَذْفُ سُطورًا شكَّلَها الصَّباحُ وَحْدَهُ، ولَمْ تُساوِرْها الفَراشاتُ إلاّ كَلاما يُعِيدُ تركيبَ الحِكايَةِ من بَعِيد.
| |
|
| |
الطائر الوردي المشرف عام
| موضوع: رد: الشاعر الكبير / الدكتور خالد الجبر الجمعة 17 يونيو 2011, 14:58 | |
| طوق الحمامة.
مَتَى تُرَاحُ بِجَمْرِ العِشْقِ أضْلُعُهُ؟ وتَحْتَوِي رُوحَهُ فَوْضَى تُصدِّعُهُ؟ مَتَى يُطِلُّ زَمانُ الوَصْلِ؟ أرْهَقَهُ طَيْفٌ يَزُورُ، ولكِنْ ليسَ يَنْفَعُهُ! يَتُوقُ إلْفًا يُواتِي، كُلُّه خَجَلٌ يُرِيقُهُ كَخُمَارٍ لا يُوَدِّعُهُ يَحْتَالُ، يُوْرِي ضِرامًا لاهِبًا، عَجِلاً حتّى إذا مسَّهُ التَّحْنَانُ يَرْدَعُهُ يُخادِعُ الدَّهْرَ عَنْ إقْبَالِ خَلْسَتِهِ وَحِينَ تُقْبِلُ يأتِيهَا، فَيَخْدَعُهُ كأنَّهُ الآلُ يُغْوِيهِ، فَيُظْمِئُهُ ويَرْتَجِيهِ، فَما يَنْفَكُّ يُطْمِعُهُ ويَرْسُمُ الحُلْمَ مِنْ تَنْهِيدَةٍ حَفِلَتْ بالأُمْنِياتِ، فتَمْحُو الرَّسْمَ أدْمُعُهُ يُفتِّشُ العُمْرَ عَنْ وَرْدٍ يُعَلُّ نَدىً ويَنْتَقِي مِنْهُ أحْلاهُ، وَيَجْمَعُهُ ويَحْتَفِي بانبلاجِ الغَيْمِ عَنْ مَطَرٍ يَسْقِيهِ حَسْوَ مِزَاجِ الخَمْرِ مَجْمَعُهُ لليَأسِ ألْفُ صَلاةٍ فِي الحَشَا لَبِثَتْ وللصِّيَامِ جَفافُ الحَلْقِ مَرْتَعُهُ يُرتِّلُ التَّوْقَ لَهْفَانَ الضُّلُوعِ هَوَىً فتَدَّرِي لَهْفَةَ التَّرتِيلِ أضْلُعُهُ يُخالِسُ الخَلْقَ ألْحاظًا، يُرَنِّقُها نَيْلُوفَرًا بِاحْتِفاءِ الرُّوحِ يُتْرِعُهُ يُعلِّلُ الوَجْدَ: قَدْ تَفْرِيكَ غانِيَةٌ بِمَا تُبيحُ! وقَدْ يَشْوِيكَ نَعْنَعُهُ! عَصَى، وألْوَى مُشِيحًا لا يُكلِّمُنِي وبِتُّ عَلِّي بتَدْليلٍ أُطَوِّعُهُ تَنَفَّسَ الصُّبْحُ عَنْ أشجانِ خاطِرِهِ ويَرْقُبُ الشَّمْسَ تأسُو الجُرْحَ مَهْجَعُهُ وإذْ خَطَرْتِ تَهاوَتْ رُوحُهُ مِزَقًا حتّى هَوى، فاكَتَوى بالعشقِ أجْمَعُهُ يا أيُّها الأُفُقُ الممتدُّ كُنْ قَدَرًا لَطَالَما كُنْتَ أُفْقًا غابَ مَطْلَعُهُ فهَدْهِدِيهِ لعلَّ العُمْرَ يبصِرُهُ ووَشْوِشِيهِ لَعلَّ العُمْرَ يَسْمَعُهُ إنْ لَجَّ يَطْلُبُ وَصْلاً دافئًا، فمتَى؟ ألاَ رَحِمْتِ اشتِياقًا غَصَّ يَجْرَعُهُ! "لا تَعْذُلِيهِ" فقد كلَّفْتِهِ رَهَقًا كلُّ اعتِذارٍ كِذَابٌ ليسَ يُقْنِعُهُ لَوَّعْتِهِ برُضابِ الشَّهْدِ راقَ لَهُ وَبِاكْتِمالٍ بَهِيٍّ كَمْ يُلَوِّعُهُ! رُدِّيهِ طِفْلاً عَلَى اللَبّاتِ تذْرَعُها شِفاهُهُ، وتُحِيطُ الخَصْرَ أذْرُعُهُ "طَوْقُ الحَمامَةِ" إلْفِي لا أفارِقُهُ أمّا ابنُ حَزْمٍ، فجَدِّي لا أُضيِّعُهُ دَأْبُ المُحبِّ شَكَاةُ الْهَجْرِ، كَيْفَ لهُ أنْ يستَفِيقَ بِلا شَكْوَى تُوَجِّعُهُ؟ كَمْ بَيْنَ صابٍ إلَى دِفْءٍ يَعِيشُ بِهِ وَصابِئٍ لِلْهَوَى النِّيرانُ تَلْسَعُهُ! لئِنْ صَبَأتُ إلى إلْفِي، فَإنَّ لَهُ عَلَيَّ عَهْدًا بأنِّي لا أُروِّعُهُ مَحْيايَ، مَوْتِي، مَآلِي، مَبْدَئِي، أبَدًا مَعِي تَمامًا، وأرْجُو أنّنِي مَعَهُ | |
|
| |
الطائر الوردي المشرف عام
| موضوع: رد: الشاعر الكبير / الدكتور خالد الجبر الجمعة 17 يونيو 2011, 15:00 | |
| أنْ يعشَقَ القَتِيلُ قاتِلَهُ
أُحِبُّ مِنَ الحَـياةِ سَـــلامَ قَلبِي وأســـــــئِلَتِي، وإبصــــارِي بِرُوحِـي وأَنْ أَجِـدَ النَّدَى يَغْـــزُو عُـــيونِي وطِيبَ القَلْبِ يُبْرِئُ لِـي جُــــرُوحِي وَأَنْ أُلْقَى عَلَى جَمْرِ اصْـطِبارِي أحـاوِلُ أنْ أَهَــــدْهِـدَ مِنْ قُــــروحِي فإِنْ أبْصَــــــــرْتُ قـاتِلَتِي تُدَارِي لِتَذْبَحَنِي، هَمَسْتُ: خُذِي وَرُوحِي لقَدْ سَـلَّمْتُ عِشْـقًا واحْتَوَانِي فألْغَـــــانِي، وألْغَــــى لِي طُمُوحِي وَحِــينَ يَطِيبُ وَجْدُكِ، لا تُبَالِي وإنْ عــــانَيْتِ شَــــــــجْوًا لا تَنُوحِي فلَنْ تَجِدِي مَعَ الآهـاتِ سَلْوَى ولَنْ يَقْوَى عَــلَى البَلْوَى مَسِيحِي فَعُبِّي مِنْ دُمُوعِكِ ما يُسَـــلِّي وإلاَّ فالـــكُؤُوسَ مَـــــــــــــعَ الصَّبُوحِ إذا الأيّـــامُ وَلَّــــــتْ فاللَيــــالِي سَــــــوَاءٌ، كالكَسِــــــيحِ، أوِ القَبِيحِ | |
|
| |
الطائر الوردي المشرف عام
| موضوع: رد: الشاعر الكبير / الدكتور خالد الجبر الجمعة 17 يونيو 2011, 15:02 | |
| صديقي الفرزدق...
... وتَبْقَى مِثْلَما أنْتَ لِتَبْقَى مثْلَما كُنْتَ تَمامَا / أبَدِيًّا... طازَجًا... تَحْمِلُ فِي سَلَّتِكَ الْقَشِّ حَنِينًا للرَّحِيلِ الحُرِّ أو ظِلاًّ رُكَامَا / تَذَرُ الصِّبْيَةَ فِي البَالِ... عَلَى البَالِ... وتَمْضِي نازِفًا جَمْرَ الطَّرِيقِ الْمُرِّ تَحْدُو لِلرّصِيفِ الْمُرِّ مَوَّالاً عَتِيقًا... وَسَلامَا / جَبَلاً قَد يَتَهَاوَى تَحْتَ أذْيالِ النَّسِيمِ ... دُمُوعًا حَمَلاً قد يَسْتَطِيبُ الذِّئْبُ فَوْضاهُ ... احترامَا / مِثْلَ طِفْلٍ ذرَّتِ الرِّيحُ كَثِيبًا فِي رُؤاهُ وغَدَا كالتَّلِّ مَنْسُوفًا ... حُطَامَا / كُلَّما حاوَلَ ... أصْمَتْهُ الدُّرُوبُ البِيدُ ... يَحْسُو مُقْلَتَيْهِ ويُدَارِي بالحُروفِ النّارَ ... يَحْثُوها كَلامَا / كلَّما أبْصَرَ دَرْبًا ضَاءَ في الليلِ المُسَجّى... ردَّه اللَيلُ إلى التِّيهِ ظَلامَا / كُلّما حدَّثَ في السِّرِّ سَحابًا جاءَهُ فاغتالَهُ سِرْبُ القَطَا... واحْتَارَ في رَسْمِ العَتَابَى عتَباتٍ ومَلامَا / أيُّها الطِّفْلُ سَلامًا... وَيْكَأنْ كُلُّ الذي تَهْجُسُه أضْحَى سَلامَا! / أيُّها الرِّيحُ خُذِي ما شِيْتِ من رَمْلِي وخلِّي شِلْوِيَ الفَوْضَى ... سُؤالاً يَتَرامَى / أيُّها الحَرْفُ... سأُودِي بالكَلامِ المُشتَهى حدَّ انكِسارِ المُنْتَهَى... ذَرْنِي ِلِحَالِي حِينَ تحتالُ لِمَامَا / أُشْبِهُ الكَهْفَ وَلا أُشبِهُ في الحُلْمِ سِوَى نَفْسِي... وَلا أُشبِهُ شَيئًا... مِثْلَما جِيتُ يَجِيءُ النّهرُ وأسرابُ السُّنُونُو والقَطَا والرِّيحُ والذِّيبُ الجَريحُ... الحُورُ يأتِي ويَغيبُ الكُلُّ ... طَيفًا وغَمَامَا / مِثْلَما "أطْلَسُ عسّالٌ" دَعَانِي فَأَوَانِي وسَقَانِي مِنْ دَمِي "السَّبْعَ المَثانِي" ثُمَّ أزْجَى "بِثَنِيّاتِ الوَدَاعِ" السِّدْرَ عنِّي ... وَتَعَامَى / مَثْلَما "تُفّاحَةُ الكَوْثَرِ" يَذْوي كلُّ شيءٍ قد يَرى ما يشتَهي الظِّلُّ فَلا يَرْتَدُّ إلاّ الحَدُّ لكنْ، هَل يَرى إيماءَةَ الحَمقَى سَقَامَا؟ / خَلِّنا يا ذِيبُ نَعْوِي نَمزِجُ الفَجْرَ بلَونِ الحَيرَةِ الأُولى نُنادِي: هَل سَواءٌ فِتْنَةُ الفَوْضَى، ونَزْفُ الجُرحِ في كأسِ النَّدَامَى؟ / خَلِّنا نَحسُو الفَيافِي بالقَوافِي واستَمِعْني مثلَما كُنّا صَدِيقَينِ نُغنِّي للفَلا إيقَاعَ قِندِيلٍ عَليلٍ رنَّحتْهُ الرِّيحُ حتّى باتَ ظِلاًّ واجتَوى تَرويدَةَ الأوجاعِ... عبدًا خاشعًا ... أو سيِّدًا حُرًّا إمامَا /
| |
|
| |
الطائر الوردي المشرف عام
| موضوع: رد: الشاعر الكبير / الدكتور خالد الجبر الجمعة 17 يونيو 2011, 15:05 | |
| حكايةُ السُّنُونُو
.. كانَ يَحكِي قِصَّةً للرِّيحِ، فالتَبَسَ الشَّمالُ على نَوافذِهِ؛ وطارَ حَمامةً. ... كانَ يُوْمِئُ للقَطاةِ فَتَنْزَوِي، وتَحُولُ قافِيَةً تُدَنْدِنُهُ قَليلاً، ثُمَّ ترشُقُهُ المسافَةُ بالحَياءِ... وأيْنَهُ مِنْ أيْنِهِ هذا الهَوَى العُذْرِيُّ؛ يجْتاحُ المسافةَ حامِلاً أشياءَهُ، ويَغِيبُ؟/ يَحْكِي ويُطْرِقُ، كالحَمامَةِ، كلَّما عبَرَتْ نَوافِذُهُ الشِّتَاءَ طَوَى على وَجَعِ الحصيرَةِ نايَهُ، وأراحَ كفَّ بَصيرَةٍ لا يعتَرِيها الكِبْرُ لكِنْ، أيْنَهُ هذا الهَوى العُذْرِيُّ؛ يحتَرِفُ انْكِسارَتَهُ البريئَةَ حامِلاً أشياءَهُ، ويَذُوبُ؟/ أرْدَفْتُهُ خَلْفِي على حدِّ البصيرَةِ، وارتَحَلْتُ إلى يَبابِ الرِّحلَةِ الكُبْرَى... عَبَرْتُ، فَما اعْتَبَرْتُ! خَسِرْتُ قافِيَتِي، وألقَيْتُ القصيدَةَ في الفَراغِ, وعُدْتُ أبْحَثُ عَنْ حُروفِي؛ أيْنَهُ هذا الهَوى العُذرِيُّ يَذْرَعُ أحْرُفِي، ويَطِيبُ؟/ كَمْ كُنتُ أصْحَبُ في طَرِيقِي بعضَ ضِيقِي بالرَّحِيلِ! أُلَجْلِجُ الرُّوحَ المُغَيَّبَ؛ أتَّقِيهِ فألْتَقِيهِ حِكايَةً أُخرى. أسابِقُ باحتِفَائِي ظِلَّ أسرابِ السُّنُونُو، ثُمَّ ألْقانِي -على حدِّ البصيرَةِ- واقفًا كالظِّلِّ: لا ماءٌ هُناكَ، ولا سَرابٌ! مِثْلَما جِئْتُ السَّرابَ أرُوحُ ثانيةً، وأُقْعِي مِثْلَ ذِئبٍ مسَّهُ الجُرْحُ المورَّدُ، ثُمَّ أرْحَلُ، هائمًا، وأتُوبُ!/ مِنْ ألْفِ عامٍ... كانَ يُرْدِفُ ظِلَّ قافِيَةٍ، ويبحثُ عن قصيدَتِهِ: يُحاوِرُها مساءً؛ يَعْتَرِيها كَيْ يَطِيرَ حَمامَةً، أوْ تَعْتَرِيهِ كظلِّ أسرابِ السُّنُونُو. كلَّما أدْنَى إليها رُوحَهُ ارتبَكَتْ، وطارَتْ فِي الغَيابَةِ، فانْثَنَى يَرْثِي على آثارِها، آثارَهُ، ويؤوبُ/ من ألفِ عامْ... لا الظِّلُّ يُمْسِكُهُ، ولا يَجِدُ المَنافِي كي تُظلِّلَ غُرْبَةً تشكُوهُ، لكِنْ، تَكْثُرُ الفَلَواتُ نَجْوَى مُقْلَتَيْهِ، فيشْتَهِي ويَلُوبُ!/ من ألْفِ عامٍ... حِينَ يَفْرِيهِ الصَّنَوْبَرُ يعْتَلِي صَهَواتِ قافِيَةٍ تُدَنْدِنُهُ، فتَفْرِي قلبَهُ وتُرِيبُ!/ مِنْ ألفِ عامٍ... يرسُمُ الكَلِماتِ مِثْلَ فراشَةٍ، تُغْوِيهِ إيقاعَ المَلامِ، وتشتَهِيهِ حِكايَةً منثُورَةً بالجَمْرِ؛ ثُمَّ يَلُمُّ أجْنِحَةَ المَلامِ لَهِيبُ!/ مِنْ ألفِ عامٍ... تَحْتَوِيهِ وتَجْتَوِيهِ، تُريقُهُ ببريقِ مِفْتاحِ الزّنازِنِ طيِّعًا؛ فإذا أرادَتْهُ استباحَتْ مُقْلَتَيْهِ نُدُوبُ!/ سيفيضُ نَهْرًا ذاتَ بَحْرٍ... يحفُرُ الكلماتِ بينَ مَسَامِهِ، ويَخُطُّها عُمْرًا تَخاذَلَ ، بل تساقَطَ، حينَ أرخَتْ شَعْرَها في راحَتَيْهِ دُرُوبُ.../ ويظلُّ يأتِي دائمًا في الليلِ، يُخْفِي ظِلَّهُ في دَفْتَرٍ؛ ويَظلُّ يُؤْوِي ما يَرَى ويَخِيبُ!/ كانَ يومًا... مِثْلَما كانَتْ حَمامَتُهُ تُغنِّي، والنَّوافذُ سِرْبُها حَجَبَتْهُ عَنْ موَّالِ قريَتِهِ البعيدَةِ هَدْأةٌ... يَرِثُ الهَديلَ مِنَ الهَديلِ، لتَحْفِلَ الأشياءُ بالصُّوَرِ العَتيقَةِ، أوْ يُعلِّلَهُ ببَوْحِ صَبَا العُيونِ جَنُوبُ.../ آذارُ يَحْبُو حامِلاً ظلَّ السُّنُونُو... والسُّنُونُو تسأَلُ الطُّرُقاتِ عَنْ مَعنَى الخُطَا تَدْنُو، وتُفْلِتُ حَبْلَها، مِنْ ألْفِ عامٍ... كَيْ تظلِّلَ رُوحَها بِنَدَى الشَّوادِرِ؛ عَلَّها تَبْقَى على طَرَفِ الطَّرِيقِ، تُراوِدُ السِّرْبَ الأخيرَ من السُّنُونُو عَنْ هَديلِ حَمامَةٍ، طَرِبَتْ وأرْهَقَها الهَوَى المَجْنُوبُ!/ | |
|
| |
الطائر الوردي المشرف عام
| موضوع: رد: الشاعر الكبير / الدكتور خالد الجبر الجمعة 17 يونيو 2011, 15:09 | |
| أسئِلَةُ الليلَة
سؤال (1) أَتْعَبَنِي مُواءُ قِطَّةٍ تَبِيتُ لَيْلَها ليْسَتْ تَكُفُّ عَنْ نِدَاءِ الرِّيحْ تُرَى لِمَنْ تَشْكُو جَفافَ بَيْتِها إذا أطَلَّ مِنْ خِلالِ الغَيْمِ نُورٌ طَيِّبٌ وَلَمْ تَجِدْ فِي ظِلِّهِ الْمَسِيحْ؟ سؤالُ السّاعة تِكْ تِكْ... تَدُورُ وَحْدَها وَحِيدَةً... وَلا تَراهَا باكِيَةْ وَلاَ يَرَاها النَّاسُ ... إلاّ ماشِيَةْ فكُلُّهُمْ فِي غَفْلَةٍ ساهُونْ تُغْلِقُ جَفْنَها لِكَيْ تُوارِيَ الجُرْحَ الَّذي يَنْزِفُها عَنِ العُيُونِ الغَافِيَةْ وَإِذْ يَحِينُ وَقْتُها تُحطِّمُ العَقارِبَ الَّتي تُرِيقُ عُمْرَها فَمَا الذي يجْعَلُها تَدُورُ عَمْياءَ كَثَوْرِ السّاقِيَةْ؟ سُؤال النَزيف (1) نُقَطْ... نُقَطْ... تَزْكُمُ جَوْفَ الليْلِ في وَحْدَتِهِ تَعْرِفُ ما قَدَّرَهُ لَهَا الزَّمَنْ لكنَّها لا تَطْلُبُ الآنَ سِوَى حُلْمٍ يُذَرِّيهَا فَقَطْ تَسْهَرُهُ بِلا احْتِماءٍ بِدَواءٍ أوْ دُعاءْ تَدْفَعُ فِي تَفْسِيرِ ما يَجْرِي لَها أغْلَى ثَمَنْ تَجْرِي لِمُسْتَقَرِّها الّذِي تَرَاهْ فهَلْ يَجِيءُ الحُلْمُ فِي الليلِ الْغَلَطْ؟ سُؤالُ النَّوم أبْحَثُ كلَّ لَيلَةٍ عَنْ سَبَبٍ يُقرِّبُ النَّوْمَ إلَى عَيْنَيّْ أُدَلِّلُ النَّوْمَ وأُلْقِي رَأسَهُ المُثْقَلَ فِي يَدَيّْ أُهَدْهِدُ النَّوْمَ... أُغَطِّيهِ بِأَهْدابِ الجُفُونْ أبْرَعُ في تَرْوِيدَةِ النَّوْمِ لَعَلَّها تُذَبِّلُ العُيُونْ أَعُدُّ أغْنامًا بِقَدْرِ ما يَعُدُّ الذِّيبُ لكِنْ لا يَزُورُنِي نُعاسْ فَهَلْ تُرى يَنْفَعُ إنْ أَعَذْتُنِي مِنْهُ بِ"رَبِّ النَّاسْ"؟ سُؤالُ الحُلم ثَمَّةَ حُلْمٌ واحِدٌ عذَّبَنِي جَنَّنَنِي ولا يُدَانِي أبدًا مَعَ انَّهُ يَظَلُّ ساكِنًا في الرَّاسْ وكُلَّمَا كَتَبْتُهُ... رَسَمْتُهُ يَغِبْ بَعِيدًا لِيُدَارِي عَنْ عُيُونِي رَسْمَهُ الكُرّاسْ لَعَلَّهُ وَسْوَاسِيَ الْخَنَّاسْ؟! "يِلْعَنْ أبُوهْ إحْساسْ"! سُؤالُ القَهْوَة أعْرِفُ أنَّكِ الصَّدِيقَةُ الوَحِيدَةْ وأنَّنِي صَدِيقُكِ الوَحِيدْ وَمِثْلَما أشُمُّ رِيحَ حُبِّنَا من ألْفِ مِيلٍ تَعْرِفِينَ أنَّنِي أشْتاقُ مِنْ بَعِيدْ آلمَنِي القَوْلُ "تَوَقَّفْ" كَيْ تَرَى شَيئًا جَدِيدْ هَلْ عاشِقُ القَهْوَةِ شَيْطَانٌ مَرِيدْ؟ سُؤالُ الخِيانَة أَلَيْسَ مَعْنَى أنْ نَخُونْ أَنْ يَحْكُمَ العَقْلُ المَرَايا والصُّوَرْ؟ وأَنْ نُفتِّشَ الحُروفَ باحِثِينَ عَنْ أثَرْ؟ ألَيْسَ مَعْنَى أنْ نَخُونْ أنْ نَحْسِبَ الخُطَا إلَى أيْنَ تَقُودْ؟ وأَنْ نُسوِّغَ احْتِمَالاتِ البُرُودْ؟ ألَيْسَ مَعنَى أنْ نَخُونْ... هَوَانَ دَمْعَاتِ العُيُونْ؟ سؤال السّاكِنِ الجَديد ماذا يُرِيدْ، هذا الذِي يرمُقُنِي بِعَيْنِهِ الحَدِيدْ؟ كأنَّما يَعْرِفُنِي يَنْظُرُ مِنْ شُرْفَتِهِ كأنَّهُ يُفَتِّشُ الشَّارِعَ عَنِّي ساهِرًا ويَلْعَنُ الشُّهُودْ أُحِسُّهُ قَيْدًا عَليَّ دائِمًا فَمَا الَّذي يُريدُه مِنْ جَسَدٍ يَهْجُرُنِي كَأنَّهُ تَنْهِيدَةٌ فِي آخِرِ النَّشِيدْ؟ سؤال الشَّكّ (1) كنتُ قَليلَ الشَّكِّ في كُلِّ البشَرْ كُنْتُ أُدارِي ما يُصِيبُنِي تَمامًا فِي الصَّمِيمْ أوَزِّعُ اللونَ على كُلِّ الصُّوَرْ أبْقَى عَلى حَدِّ سَفَرْ كأنَّ مَنْ يَذْبَحُنِي طِفْلٌ يَتِيمْ وَيْكَأنِّي كُنْتُ وَحْدِي دُونَ خَلْقِ اللهِ وَحْدِي كُنْتُ شَيْطانًا رَجِيمْ ! أعُوذُ باللهِ مِنَ العَيْشِ السَّقِيمْ سُؤال النَّزيف (2) تَعْذُلُنِي عَنْ كُلِّ ما أقُولُهُ كأنّني دَوْمًا أَلُجُّ فِي المَلامْ ! تَنْثُرُنِي على حُدودِ خِنْجَرَيْنِ مِنْ أسَىً، أوْ مِنْ سَقَامْ تُفْعِمُنِي بِجُرْحِها، تُحِبُّنِي (تَقُولُ) إنَّما أنَا أخْبُو، وَتَمْضِي وَتَنامْ تُحِبُّنِي (تَقُولُ) وَهْيَ لا تَنِي تَهُدُّنِي تَتْرُكُنِي وَحْدِي أَلُمُّنِي شَظَايا مِنْ حُطَامْ ! سؤال النِّسيان لَمْ أنْسَ أيَّ شَيءْ لَمْ أنْسَ كُلَّ شيءْ لكنَّهُ الغَباءُ أَنِّي كُنْتُ أهْوَى مِثْلَ مَنْ يَهْوِي عَمِيقًا في الظَّلامْ ما أجْهَلَ العاشِقَ حِينَما يَبِيعُ رُوحَهُ يَبيعُ كُلَّ رُوحِهِ ويَنْشَفُ القَلْبُ مِنَ الدَّمِ الذي يُبْقِيهِ طِفلاً ! حِينَما يَذُوبُ فِي استِسْلامْ يَغْوِي ويُغْوِي ثُمَّ يَعْوِي في سِتَارِ الليْلِ بَحْثًا عَنْ سَلامْ "لا بُدَّ أنْ تَنْسَى لِتَبْقَى فَاهْجُرِ الدُّنْيا قَليلاً كَيْ تَنامْ" لعلَّ فِي النِّسْيانِ فَوْضَى قَدْ تُرِيحُ القَلْبَ مِنْ هذا الرُّكَامْ ! سُؤالُ الحَنين يَقْتُلُه حَنِينُهُ المُكَدَّسُ ماذا لَوِ اسْتَراحَ بالسُّمِّ، أَوِ اسْتَراحَ بالظُّلْمِ، أوِ استَرَاحَ مِنْ دَمٍ يُريقُ رُوحَهُ جَمْرُ السُّؤَالْ ؟ أخْبَتَ مِثْلَ ناسِكٍ خبَّأَهُ في عُمْقِ رُوحِهِ وَقالْ: تُعْجِبُنِي الفِكْرَةُ والمُسَدَّسُ ! سُؤالُ الطُّيور تَطيرُ مِنْ كُلِّ مَكانٍ لَيْسَ يَحْوِيها إلى أيِّ مَكانْ أَجْنِحَةٌ مَفْرُودَةٌ تُسايِرُ الرِّيحَ وقَلْبٌ مِنْ جُمَانْ تَهْرُبُ بالقَلْبِ الْكَسِيرْ الحُبُّ كالحَبِّ وماءُ اللهِ غَيْمٌ ماطِرٌ والأُغْنياتُ أُمْنِياتٌ لا يُواتِيها الزَّمانْ أجْمَلُ ما في هذِهِ الطُّيُورِ أنَّها تَطِيرْ لا تسْأَلُ الدَّهْرَ وَلا أحْزانَها عَنِ احْتِمالاتِ الْمَصِيرْ سؤال الاحتِمال كَمْ تَحْتَمِلْ؟ أحْتَمِلُ الدُّنْيا تَمامًا كُلَّها لكنَّنِي أرْبَأُ بالرُّوحِ إذا ساوَرَها أذَى الحَبِيبْ لَفْظٌ يُرِيبُ ، نَظْرَةٌ صَفْراءُ لا يُمْسِكُها جَفْنٌ جَدِيبْ أرْبَأُ بالرُّوحِ بأنْ تَبْقَى تَبُوحْ برُوحِها تَنْزِفُها كَمَا الجُرُوحْ ! | |
|
| |
الطائر الوردي المشرف عام
| موضوع: رد: الشاعر الكبير / الدكتور خالد الجبر الجمعة 17 يونيو 2011, 15:12 | |
| شكرًا مصر، شُكرًا تُونُس
نامَتْ نَواطِــيرُ مِصْـــــرٍ عَنْ ثَعالِبِها لكِنَّ عَيْنَ قُلوبِ الشَّــعْبِ لَمْ تَنَمِ كَمْ حَاوَلَ الصَّنَمُ المَلْعُونُ مِنْ زَمَنٍ بَيْعَ الحَــرائِرِ بالـــدُّولارِ كالــــــغَنَمِ ثارَتْ عَلَيْهِ وَدَكَّتْ عَرْشَــــهُ، وأَبَتْ أَنْ يُرْضِعَ النَّهْدُ إلاَّ صـــادِقَ الهِمَمِ يا مِصْـــرُ لَمْ يَبْقَ ذُلٌّ بَعْــــدُ نَقْبَلُهُ علَّمْتِنا أنْ نَصُـــــدَّ الظُّلْمَ بالجِــزَمِ خُــــذِي فُؤادِي فقـــد أتْرَعْتِهِ فَرَحًا وتُونُسُ الحُرَّةُ الخضراءُ نَبْضُ دَمِي | |
|
| |
الطائر الوردي المشرف عام
| موضوع: رد: الشاعر الكبير / الدكتور خالد الجبر الجمعة 17 يونيو 2011, 15:13 | |
| مبروكْ يا مَصْر
مَبْرُوكْ ألْفِينْ مَبْرُوكْ مَبْرُوكْ يا مَصْرِ العُرُوبَهْ مَبْرُوكْ يا مَصْرِ الحَبِيبَهْ يا مَصْرِ هِلِّي عَلَى جُرْحِي طُلِّي خَلِّيكِ... خَلِّي فِي الدُّنْيا طِيبَهْ مَبْرُوكْ يا بِنْتِ الصَّبَاحْ يا حِلْوَهْ مَبْرُوكْ يا غِنْوَهْ يا كُلِّ غالِي وْيَا كُلِّ نَشْوَهْ يا مَصْرِ ناصِرْ يا نِسْمَهْ رايْحَهْ وِنِسْمَهْ جايَّهْ قَمْحِ البَيادِرْ خلِّيكِ... خَلِّي عَتْمِ اللَيالِي يِصْبَحْ نَهَارْ أحْلَى حَبِيبَهْ يا عْيُونْ بَهِيَّهْ يا جُلَّنَارْ طِينِكْ وطِيبِكْ مِينْ كَانْ دارِي بِكْ ضُمِّي حَبِيبِكْ يا نُورْ يا نارْ يا مَصْرِ يا اللِي حَمِيتِ ضِلِّي خَلِّيكِ... خَلِّي لِيلِكْ نَهَارْ يا وْلادْ حارِتْنا مِينْ قالْ جارِتْنا لَمّا زارِتْنا غابِتْ وِجَابِتْ أحْلَى انْتِصارْ اللِيلْ يِعَدِّي والخَدِّ وَرْدِي زِنْدِكْ وزِنْدِي يِقْدَحْ شَرَارْ قَلْبِي مَعاكِ يِسْعِدْ سَمَاكِ يا اللِي هَوَاكِ خلاّنا نِعْشَقْ تانِي وْنِغَارْ أنَا كُنْتِ عارِفْ إنِّكْ حَتِبْقِي عَسَلِ الشَّفايِفْ عارِفْ وخايِفْ مَعْ إنِّي شايِفْ ثَوْرِةْ شَبابِكْ واقِفْ عَ بابِكْ حامِلْ كِتابِكْ وِفْ قَلْبِي نَارْ مَبْرُوكْ يا مَصْرْ مَبْرُوكْ يا نَصْرْ عُقْبالْ حَبايْبِكْ عُقْبالْ صُحَابِكْ ويْصُونْ قَرَايْبِكْ ويْصُونْ شَبابِكْ | |
|
| |
الطائر الوردي المشرف عام
| موضوع: رد: الشاعر الكبير / الدكتور خالد الجبر الجمعة 17 يونيو 2011, 15:15 | |
| على نَفْسِها جنَتْ بَراقِشُ... د. خالد عبد الرؤوف الجبر كانَ أحدُ الأصدقاءِ أغرانِي برسالةٍ قبلَ حينٍ من الزّمن للمشاركَةِ في مهرجانٍ شعريّ في تُونس، وتضمَّنت رسالتُه شُروطًا لقَبُولِ النّصِّ المشارِك، منها أنْ يتضمَّنَ التَّغنِّي بحكّامِ تُونسَ وقياداتِها القديمةِ والحاليَّة؛ فآليْتُ ساخِرًا، وكانَت النّتيجةُ هذه القصيدة: خَـــتَمَتْ بَراقِـــشُ بالنُّبَــــــاحِ فِعَالَها هَرَبَتْ، لعـــلَّ هُـــروبَها أنْجَـــى لَها! وعَـــوَتْ كأنَّ عُــــــــواءَها مَنْجَــــاتُها ومَضَـــتْ وخَـــــلَّتْ للرَّدَى عُــــمَّالَهَا عَقَرَتْ، وهَـــزَّتْ ذَيْـــلَها، وتغَـــــوَّلَتْ، فـرَمَتْ بِسَــــهْمِ جِــــمَارِهَا أذْيـــالَهَا قُلْتُ: الشُّــــعُوبُ! فقِيلَ: أيَّةُ كِـــذْبَةٍ هَذِي، وقَدْ خَنَعَتْ وأرْخَـتْ شَـــالَها؟ قُلْتُ: الشُّعُوبُ! فقِيلَ: تلكَ سَـــرابَةٌ خـــــدَّاعَةٌ، وتُـــرِيكَ ذُلاًّ خَــــــــــالَها! قُلْتُ: الشُّعُوبُ! فقِيلَ: باعَـتْ رُوحَها مُنذُ اســــــتَراحَتْ، وارتَضَتْ قُــتَّالَها! قُلْتُ: الشُّعُوبُ! فقِيلَ: أيْنَ خُــروجُها لتَفُــــكَّ عَــــنْ أعْــناقِها أغْـــــلالَها؟ قُلْتُ: الشُّعُوبُ! فقِيلَ: خــائِفَةٌ عَلَى أرْزاقِها، والرِّزقُ يَصْــــــــرُخُ: مــا لَهَا؟ قُلْتُ: الشُّــعُوبُ! فقِيلَ: خُدْعَةُ حالِمٍ سُـــــلِبَتْ، ودَنَّــسَ جُـبْنُها أحْــمَالَها! قُلْتُ: الشُّــــعُوبُ! فقِــيلَ: حُلْمٌ عابِرٌ غُـصِبَتْ، فأرْخَـتْ نَشْـــــوَةً سِرْوالَها! أوْلَى لَــها أنْ تَسْــــتَفِيقَ، فإنْ تَمُتْ أوْلَـــى لَــها، أوْلَـى لَها، أوْلَــــى لَها! ماذا تُريدُ من الحَـــــياةِ، وقد سَــبَى أَزْلامُــــها أعــــرَاضَــها وَجَـــــــلالَها؟ ماذا تُريدُ منَ البَــــــقاءِ، وقد طَــغَى جُـــهَّالُها، وَاســـــــــتَعْذَبَتْ جُهّالَها؟ مَصُّوا العِــــــظامَ وحـــطَّمُوا أحْلامَها فتحـــــــــمَّلَتْ بِظُــــهورِها أثْقَـــالَها وتســــيَّدُوا، وتأبَّـــدُوا ، واســـتَعْبَدُوا أطْــــفالَها ونِســـــــاءَها ورِجَـــــالَها ونَسُــــوا بأنَّ دِمَاءَها تَغْــــلِي، وَمَنْ أوْحَـى لَهُمْ بالعَـــــدْلِ قَدْ أوْحَى لَهَا لِتَثُورَ حــــــــارِقَةً كُهُـــــوفَ ظَلامِهِمْ وتَهُـــبَّ زاحِــــفَةً لِتُنْـــــقِذَ حـــــالَها السّـــــــادِرُونَ بِغَـــــيِّهِم لَمْ يَفْهَمُوا صَبْرَ الشُّـــعُوبِ، فطَيَّنُوا أوْحَــــــالَها! وَقَدِ اســــتَحَلُّوا بالفَســـــادِ حَـرَامَها وتَخَــــــوَّنُوا حُــــرُماتِها وَحَــــــــلالَها واستَفْحَلُوا وهُمُ النَّعــــامُ إذا دَهَى خَــــطْبٌ تُفَتِّشُ للنَّجَـــاةِ رِمَـــــالَها! يتَســــــامَرُونَ، وكـــــلُّهُم لا يَحْتَفِي إنْ غاضَـــــبَتْ أنْ لا يَنالَ وِصَــــــالَها رامُــــــــوا بأنْ تتَقَبَّلَ العُــــــهْرَ الذي حَسِبُوهُ مِنْ إِنجَــــــازِهِم أحْلَى لَهَا! النَّاهِــــــــــــبُونَ تُراثَها وجِــــــهادَها السّـــــــارِقُونَ بِبَطْشِـــــهِمْ أمْـوَالَها العـــــــــابِدُونَ لِرَبِّ أمْرِيـــــكا، مَتَى ســــيَعُونَ أنَّ الكِـبْرَ مِنْها اغْـــــتَالَها اللاهِـثُونَ عَلى السَّـرابِ، كـــــأنَّهُم يرْجُــــــــونَ مِنْ أَصْنامِها إِجْـــــلالَها الرّاقِصُـــــونَ على الجِــــراحِ، تَناوَبُوا سَحْقَ الشُّـــــعُوبِ فقَطَّعُوا أوْصَالَها الدّائِسُونَ على الكَـــــرَامَةِ ، دنَّسُوا عِرْضَ الشُّـــــعُوبِ، صَلِيبَها وَهِلالَهَا باعُوا فِلَسْـــــــطِينَ الهُدَى وتَواطَؤُوا مَعَ غاصِــــبٍ، واســـــتَعْذَبُوا إذلالَها قَدْ أسْــلَمُوا بَغْدادَ للغــــــازِي، وكَمْ شـــــدُّوا عَلى أطْـرَافِها أحْــــــبالَها! كَمْ كَمـَّمُوا أفْــــــواهَها بدِمـــــــائِها! كَمْ عذَّبُوا بِوُحوشِــــهِمْ أبْطَـــــــالَها! سَــــجْنًا وقَتْلاً واســـــــتِباحَةَ حُرْمَةٍ جُـــــــوعًا ونَهْبًا، واسْــتَباحُوا ما لَها! ضَجَّتْ شُعُوبٌ مِنْ سَــفالَةِ بَطْشِهِمْ فاســـــــــــــتَكْبَرُوا، وتَعَجَّــلُوا بَلْبَالَها حتَّى تفجَّـــــرَ غَيْظُها، فَاسْــتَأسَدَتْ ثَــأرًا، وزُلْــــــزِلَ رُوحُـــــها زِلْــــــزَالَها يا شَـــــعْبُ، قُـــمْ، واثأَرْ لِعِزِّكَ ماجِدًا أنتَ الذي، يا شَــعْبُ، تُصْلِحُ حـــالَها يا شَـــــعْبُ، قُمْ، وَأَمِـــطْ لِثامَ كَرامَةٍ سُــــلِبَتْ، فأنْتَ لَها، وأنْــــتَ لَهَا لَهَا يا شَـــــــعْبُ، قُــمْ، علِّمْ بُغاةَ زَمانِنا الأصْنامَ، أنَّ إِلَــى الشُّــــعُوبِ زَوَالَها يا شَـعْبُ، قُــمْ، يَكْفِي هَوانًا، طالَمَا كُنْتَ المُقــدَّمَ، في الوَغَــى، رِئْبَالَها يا شَــعْبُ، قُمْ، يَكْـــفِيكَ ذُلاًّ، لا تَهُنْ لا تَرْضَ مِنْ هـــــذِي الطُّغاةِ بِغَــالَها يا شَــــعْبُ، قُـــمْ، لَكَ أنْ تَرَى حُرِّيَّةً مَخْضُــــــوبَةً بِــــدِماءِ حُــــرٍّ نـــــالَها يا شَعْبُ، قُمْ، حـــطِّمْ قُيودَكَ، نافِضًا عَنْكَ الغُــــبَارَ، وَلا تَخَـــفْ أوْشَـــالَها أزْلامُـــها سَــــتَخُورُ مِـــثْلَ كِــــلابِها وعُروشُــــها تَنْهارُ، فَاكْــــوِ ضَـــلالَها هذي بَراقِشُ إنْ عَـــــوَتْ فَعُـــواؤُها خَــــــوْفٌ وصَــمْتُكَ قَـدْ يُطَمْئِنُ بالَها ثُرْ وانْتَفِضْ، واحْمِلْ نُعُوشَكَ واحْتَدِمْ وارسُـــمْ حَــــياتَكَ: بَدْأَهـــــا وَمَآلَها وَرَقٌ تَمــثَّلَ كالنُّمُـــــــــــورِ، إذا رأَتْ نارًا تَخَــــــــــافُ مِنَ اللَظَى أهْوَالَها إنْ كُنْتَ حُــرًّا فَاسْعَ سَعْيَكَ جاهِدًا، أوْ كُنْتَ عَــــــبْدًا فَارْتَشِــــفْ أبْوالَها | |
|
| |
الطائر الوردي المشرف عام
| موضوع: رد: الشاعر الكبير / الدكتور خالد الجبر الجمعة 17 يونيو 2011, 15:17 | |
| حقُّ العودة
سنَعُودُ... غَصْبًا عَنْ عُيُونِ أبِيكُمُ يأيُّها المتهافِتُونْ سنَعُودُ... غَصْبًا عَنْ حُلِيِّ نِسائِكُمْ يأيُّها المُتَرهِّلُونْ سنَعُودُ... رُغْمَ عُروشِكُمْ يأيُّهَا الخَوَنَةْ سنَعُودُ... حَتْفَ أُنوفِكُمْ يأيُّها السَّدَنَةْ ونَزُورُكُمْ طَيْفًا يفتِّشُ عَنْ حُقوقٍ بِعْتُمُوها بالدَّعارَةِ والبِغَاءْ ونَزُورُكُمْ وَجَعًا تَراكَمَ بِعْتُموهُ لِكَيْ تُطلَّ وُجوهُكُمْ عُرْيًا أمامَ الكامِيرا ونَزُورُكُمْ هَتْكًا لأعراضِ النِّسَاءْ ونَزُورُكُمْ قُوشَانَ طابُو للسَّمَاءْ ونَزُورُكُمْ ونَزُورُكُمْ ونَزُورُكُمْ... زوَّرْتُمُ الوَطَنَ الجَمِيلَ فأصبَحَ الوَطَنَ المُقطَّعَ والمُجَزَّأَ أيُّها العُمَلاءْ مَنْ فَوَّضَكْ حتَّى تَبِيعَ قَضِيَّتِي يا ابنَ العَواهِرِ والخَنَا؟ مَنْ خوَّلَكْ حتَّى تُوقِّعَ صكَّ بَيْعِي لليَهُودِيِّ ابنِ خالَتِكَ المُكَرَّسِ بِالزِّنَا؟ سَنَعُودُ... رُغْمَ أُنُوفِكُمْ يأيُّها القَتَلَةْ ! سنَعُودُ... نسْحَقُ عُرْيَكُمْ يأيُّها السَّفَلَةْ ! | |
|
| |
الطائر الوردي المشرف عام
| موضوع: رد: الشاعر الكبير / الدكتور خالد الجبر الجمعة 17 يونيو 2011, 15:18 | |
| رُواقُ عَزاءٍ لأبي القاسم الشّابِّي "إذَا..." لا تَقُلْها، فَكُلُّ (إذَا) تَسْتَقِيلُ مِنَ العُنْفُوانِ، وَتُلْقِي عَلى كُومَةِ الكَلِمَاتِ الشَّهَامَةْ/ أمَا آنَ للفارِسِ المُتْعَبِ الآنَ أَنْ يَسْتَرِيحَ مِنَ الصَّلْبِ؟ ماذا تُرِيدُ العَبِيدُ، إذَا السَّيِّدُ الحُرُّ ألْقَى لَهَا لُقْمَةَ العَيْشِ مِنْ شُرْفَةِ القَصْرِ؟ ماذَا تُرِيدُ الكِلابُ إذَا لَوَّثَ السَّيِّدُ الحُرُّ جِيْفَتَها بالقُمَامَةْ؟/ "إذَا الشَّعْبُ ..." كانَتْ تَقُولُ صَبَاحًا تُناجِي بِها طِفْلَتَيْهَا تُصَبِّرُ جُوْعَ اللَيَالِي لِطَعْمِ الكَرَامَةْ/ إذَا جَنَّ لَيْلٌ طَوَتْ تَحْتَ جُنْحِ البُكَاءِ عَصَافِيرَها وَاسْتَباحَتْ كُؤُوسَ النَّدامَةْ/ لِكَيْ تَسْتَجِيبَ السَّمَاءُ ولا يَسْتَجِيبُ سِوَى البُنْدُقيَّةِ... صَوْتُ الرَّصَاصِ يُهشِّمُ جُمْجُمَةَ الفَجْرِ، ضِرْسُ الهُرَاواتِ تَطْحَنُ رِقَّ العِظامِ، "البَسَاطِيرُ" تَمْسَحُ مِنْ كُلِّ حُرٍّ كَلامَهْ/ "إذَا الشَّعْبُ يَوْمًا..." وكُنّا قَديمًا نُغنِّي لِأرْضِ الجَزائرِ كُنّا نُغَنِّي لثَوْرَتِهَا وَنُغنِّي لأَرْضِ الكِنَانَةِ كُنّا نُغنِّي نُغنِّي نُغنِّي... وتُلْهِبُ مِنَّا الظُّهُورَ السِّياطُ سنَبْقَى نُغنِّي لأنَّ السِّياطَ كَوَتْ لَحْمَنا وَلأَنَّ الدُّمُوعَ انطَفَتْ وانْفَلَقْنا، لأَنَّ القُلُوبَ اسْتَوَتْ والحِجَارَةَ... كُفُّوا، فإنّا انْسَحَقْنا وَلَمْ يَبْقَ مِنّا سِوَى كُومَةٍ مِنْ عِظَامٍ وهَلْ يَمْلِكُ العَبْدُ أنْ يُهْدِيَ السَّيِّدَ الحُرَّ إلاّ عِظَامَهْ؟/ "إذَا الشَّعْبُ يَوْمًا أَرادَ..." إذَا كَانَ شَعْبًا ! وأَيْنَ الشُّعُوبُ؟ ومَاذَا تُرِيدُ؟ بَغَايَا تَعيشُ الحَكَايَا تَجُوعُ وتَأْكُلُ بِالثَّدْيِ، بَاعَتْ لِسَيِّدِها الحُرِّ أمْسِ، غَدًا، وَالنَّوايَا وَلَمْ يَقْبَلِ السَّيِّدُ الحُرُّ أنْ يَشْرِيَ اليَوْمَ مِنْها فَحَاضِرُها غَابَ عَنْهَا، وَلَيسَ لَها غَيْرُ شَكْوَى الزَّمَانِ وَتَخْبِئَةُ الرَّأْسِ في الرَّمْلِ مِثْلَ النَّعَامَةْ/ "إذَا الشَّعْبُ يَوْمًا أَرَادَ الحَيَاةَ..." سَتَقْبَلُ هذِي الشُّعُوبُ المَواتُ بِأَيِّ فُتَاتٍ سَتَقْبَلُ أَنْ تَتَذَلَّلَ لِلسَّيِّدِ الحُرِّ تَقْبَلُ تَرْكَعُ تَقْبَلُ تَخْضَعُ تَعْشَقُ أَنْ تَتَخَشَّعَ سَجْدَتَها والرُّكُوعَ... وَتَقْنَعُ بالأَسْرِ والفَقْرِ، بالكَسْرِ والقَهْرِ، بالعُسْرِ والعُهْرِ بِالشَّبْحِ وَالذَّبْحِ، بالجُرْحِ والمِلْحِ، بالسَّفْحِ والفَتْحِ، بالقَيْحِ والقَدْحِ بِالذُّلِّ والقَتْلِ، بالسُّلِّ والسَّطْلِ، بالشَّلِّ والمَطْلِ ماذَا تُرِيدُ؟ حَياةً؟ وَأَيَّ حَياةٍ تَرَى يا صَدِيقِي؟ بِلادٌ تُجفِّفُ رِيقِي وَتُطْفِي بَرِيقِي وَتَلْعَنُ وَجْهِي صَبَاحَ مَسَاءَ إذَا ما مَشَيْتُ، وإمَّا هَجَرْتُ طَرِيقِي وَأَسْواقُها تَسْتَبِيحُ الدِّمَاءَ شَوَارِعُها تَلْعَقُ الدَّمَ لَيْلَ نَهَارَ سُجُونٌ تُراقِبُنَا حِينَ نَعْطُسُ ... حِينَ نُعَاشِرُ أَزْواجَنَا، وَكِلابٌ مُدَرَّبَةٌ تَتْبَعُ الظِّلَّ كَالظِّلِّ ! أَيُّ حَياةٍ تَغُورُ كَأَحْلامِنا المُشْتَهاةِ وَلا يُمْسِكُ الشَّعْبُ مِنْها سِوَى بَثْرَةٍ كَالقُلامَةْ/ "أَلاَ يَسْتَجِيبُ؟" إِذَا الشَّعْبُ يَوْمًا أَرَادَ.... "وَكَيْفَ يُرِيدُ...؟" يُرِيدُ إذَا بَلَّطَ البَحْرَ أوْ شَاءَ أَنْ يَقْبِضَ الجَمْرَ أَنْ يَزْرَعَ الصَّخْرَ أَنْ يَدْهَنَ الرِّيحَ بالرُّوحِ طَيْشًا وَأَنْ يَسْتَفِيقَ عَلَى قَمَرٍ في رَغِيفِ العَشَاءِ إِذَا شَاءَ أَنْ يَنْظُمَ الشِّعْرَ ثانِيَةً أَنْ يُغَنِّيَ لِلْحُبِّ والوَرْدِ والعُنْفُوانِ إِذَا شَاءَ أَنْ يُذْهِلَ القَدَرَ المُسْتَباحَ فَكُلُّ الكِلابِ تُزَوِّجُهُ للكِلابِ.... إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْسُمَ اللَوْحَةَ الْمُشْتَهاةَ بِمَازُورَتَينِ مِنَ العُودِ "هَلْ يَسْتَجِيبُ القَدَرْ؟" إِذَا كُنْتَ أنْتَ، وَكُنْتُ أَنَا، وَاسْتَوَيْنا مَعًا كَالقَدَرْ وَهَلْ ثَمَّ ما قدَّرَ اللهُ إلاّ البَشَرْ ؟! فَإِمّا حَمِيرٌ، وإِمَّا كِلابٌ، وإِمَّا أُسُودٌ، وإِمَّا بَقَرْ وَلا بَأْسَ في العَيشِ بَيْنَ الحُفَرْ! وَإِمَّا سَوَاءٌ: فَحُرٌّ وَحُرّْ عَلى ذُرْوَةِ العُمْرِ نَحْيَا حَياةً تَغِيظُ عِدَىً... وَصَدِيقًا تَسُرّْ | |
|
| |
الطائر الوردي المشرف عام
| موضوع: رد: الشاعر الكبير / الدكتور خالد الجبر الجمعة 17 يونيو 2011, 15:20 | |
| مَقَامُ القَلَق . .. تدورُ الأشياءُ كلُّها دَوْرَتها الأليفةَ كي يرتقيَ الأبيضُ في انثيالِ الذّاكرة... كلُّ الأشياء تدُورُ في الفَلكِ الأخيرِ كيما تُعاوِدَ صهيلَها، وتحتالَ على هديلِ يَمامةٍ حطَّت بأعلى صخرةٍ جَناها يَباسُ الجبَلِ، وانحِدارُ السّيلِ من عَلٍ ليَحُتَّ جِذعَ صنَوبرَةٍ لم تحنِ هامتَها للرّيح... الأشياءُ كلُّها تدُورُ عارفةً مُنتهاها، لكنَّ المبتَدا غيرُ بيِّنِ الملامِح؛ والخُطا تجرُّ الخُطا مُجهَدةً نَحوَ اليبابِ الفسيحِ، تاركةً خلفَها صَريرَ بابٍ أُغلِقَ ذاتَ مساءَةٍ، وانحنَى يُوازِنُ بينَ المرآة وحافَّةِ العَتَبَة... حينَما تصهَلُ الرُّوحُ يتَداعَى البيلسانُ نافحًا مِسْكَهُ على طرَفِ اللسانِ حَلاوةً، ويتثاقلُ الأفقُ، وتجري العقاربُ على الجلدِ محتضنةً ذيلَها الصّقيلَ، تَدِبُّ سريعةً حتّى تُدركَ مُفْتَتَحَ الصّيفِ على الأبوابِ؛ ها هُنا جُلَّنارةٌ سقطَتْ في يدِ عازفِ النّايِ، وأُخرى مرجَأةٌ إلى أجَلٍ مُسمَّى قد يَحينُ... حينَما يصهَلُ الجسدُ ينزَوِي الدّحنُونُ نافخًا كِيرَهُ مُصيبًا أطرافَ الجسدِ بخَدَرِ الجَمْر، ويستديرُ الزّمانُ، وتئِنُّ العرباتُ تحتَ وطأَةِ السِّياطِ لافظةً حُوذِيَّها وخَيْلَها؛ تتقاربُ الخُطا والخُطا بينَ الخَطايا؛ ها هُنا قُمريَّةٌ هجَرَت عشَّها ونكثَتْ غَزْلَها واستراحَتْ في يَدِ الحُوذيِّ تَهرُسُ لحظَتَينِ كحبَّتَي تِين ناضِجَتَيْن... البيادرُ لا تنتظرُ الحصّادينَ في ليلاتِها المقمرةِ المُشارفةِ على الانزواء؛ لكنّها ترقُبُ السّنابلَ تذرفُ حبَّ الحصيدِ، وتُراقبُ الرّياحَ تذرُو هشاشةَ السّيقانِ والأوراقِ بعيدًا إلى حيثُ تتراكَمُ الحَكاياتُ على جانبِ التلِّ... يَروي الشّيخُ حكايتَهُ المألوفةَ مِرارًا عن فتىً ضلَّ طريقَهُ ذاتَ يومٍ، وخطبَ نَجمةَ الصُّبْحِ فانتهَرَتْهُ كِلابُ الحيِّ حتّى تأوَّدَهُ انتظارُ الموسمِ الذي قد يحينُ... قُوصينُ القريةُ، قُوصينُ النّاسُ الأيدي الأرجلُ، قوصينُ البيدرُ يعلُوهُ غُبارُ الصّيفِ، قوصينُ طريقٌ تتلوَّى بينَ بياضِ التُّربةِ وحجارةِ البيوتِ المهدَّمة... كانَ فتىً ذاتَ حينٍ يعبرُ الطّريقَ يتلوَّى مثلَها، ويُغادرُ في كلِّ خَطوةٍ زمَنًا كانَ يعرفُهُ، وعُمرًا لا يعُودُ، وحِكايةً أوقدَها الطّابونُ المترنِّحُ في الرّماد... الرّوحُ تعشقُ، والجسدُ يعشقُ... هيَ تعشقُ حدَّ الظَّمأ، هُو يعشقُ حدَّ البلَل... هيَ تدري ما لا يُدْرَى، هُو يُدركُ ما لا يُدْرَك... هِي تُلقي نفسَها في حضنِ حفنةٍ من هَواءٍ هبَّتْ تحملُ رائحةَ الدّارِ، هو يُلقي نفسَهُ في غمَراتِ الغُرَفِ الضيِّقةِ رائحةَ نَهار... هيَ لا تدري كيفَ تكونُ بدايةُ موسمِها، تحتفلُ بأوراقِ الحُورِ، تُداعبُ كُرةَ الثّلجِ، تُراكِمُ فوضاها بينَ شوارعِ عمّانَ، هُو يعرفُ تَمامًا كيفَ يُدندِنُ حتّى حينَ يُداعبُه الخَدَرُ الفوقيُّ، يضلِّلُ أرواحَ الحُورِ، يركِّبُ من ألِفِ الوصلِ نَوايا، ويُخبِّئُ نارًا تُوقَدُ في الكلماتِ... وتدُورُ الأشياءُ، تدورُ... حينَ يَمَلُّ البُلبُلُ أغنيةَ الدُّورِ يفتِّشُ عن بيتٍ أضيقَ، والوردُ الأبيضُ ينتظرُ الشّوكةَ تنمُو، تنغرزُ الشّوكةُ في قلبِ البُلبُلِ ثمّ تَطيرُ... وتدورُ الأشياءُ، تدورُ... والأسماءُ حِكايةُ أرواحٍ تتداعَى، أجسادٍ تسقُطُ في بركةِ وَجْدٍ، وحَكايا... كلُّ الأسماءِ حَكايا تروي عن حاكِيها أنّ الاسمَ نقيضُ مُسمّاهُ؛ خفيفٌ هذا الظلُّ المارقُ بينَ المعنى والمعنى، وأخفُّ من الأسماءِ تهافُتُ هذا الجسدِ المتفتِّحِ بالشّهَواتِ على شُرفةِ غَيبٍ في بيتِ الطِّين... كلُّ الأسماءِ تَلِين... وتُخبِّئُ في الزّاويةِ الأُخرى من وجَعِ الرُّوحِ حِكاياتٍ عن أشياءَ تظلُّ تدُورُ... وتُدورُ الأسماءُ، تدورُ... ما بينَ الصَّحوِ وبينَ الغيبِ تكوَّنَ في الأحشاءِ نباتٌ يكبُرُ في صدرِ العتمَةِ، يستبقُ البابَ الليليَّ ليُعلِنَ عن صرختِهِ في الخُفْيَةِ... في مثلِ اليومِ، تألَّقَ نجمُ الصُّبحِ وألقَى حجَرًا في الماءِ، تَكوَّرَ في الظُّلمةِ، في الظِّلِّ، كما الموجة تنداحُ قليلاً وقليلاً حتّى صاغَتْ وجهَ البركةِ، واستلقى حجَرُ الآلهةِ بعيدًا في القعرِ يُكذِّبُ كلَّ الأشياء... كُنتُ هَوَيْتُ عَلى رُوحِي، واستلقيتُ قليلاً... لكنِّي لم أشهَدْ وجهِي في ثُقْبِ البابِ يُطَلطِلُ كالمفتاحِ... الرّوحُ تُعالجُ إدمانَ الفِضَّةِ بالألوانِ... والجسدُ المارقُ يُعلِنُ ثانيةً أنَّ الرّوحَ – كَكُلِّ الأسماءِ – تَدُورُ تَدورُ تَدُورُ.... | |
|
| |
الطائر الوردي المشرف عام
| موضوع: رد: الشاعر الكبير / الدكتور خالد الجبر الجمعة 17 يونيو 2011, 15:21 | |
| مثل القطا الكُدْرِيِّ أبحثُ في دَمِي عن جَرْعَةِ الماءِ الأخيرةِ أستبيحُ الدّربَ والفلَوَاتِ لكنَّ المَدَى لا ينتَهِي مثلَ القَطَا أُرخِي عِنَاني للرّياحِ أصُومُ عن جسَدِي لَعلَّ الرّيحَ تحملُنِي إلى حيثُ احترفْتُ البَوْحَ للرَّمْلِ المكدَّسِ دائمًا يَنْهارُ ما في التّلِّ حينَ أُرمِّمُ الكُثْبانَ بالأمَلِ الخَجُولِ ويستريحُ الدّربُ من هذا السّرابِ المُرِّ ثمَّ يَلُمُّنِي الأمَلُ الخَجُولُ كأنّما كسَرَ الجَنَاحَ تحرُّقِي للماءِ وانكسَرَ المَدَى! مثلَ القَطَا الكُدْرِيِّ أستَبِقُ البَلاءَ بِغَيبَةٍ تصلُ الجَناحَ بكِسْرَةِ الخُبْزِ العتيقةِ باحثًا عنِّي وعنكِ... عَنِ البريقِ الحُرِّ في أفُقِ السّرابِ أجِيءُ مُخضلاًّ بقطرةِ مائنَا حتّى إذا بلغَ الزُّبَا سَيلُ الرّياحِ أباحَ كُثْبانَ الغضا لسَحابَةٍ تحثُو على وجهِ الطّريقِ نِصالَها وأراقَ للخَوفِ المُريبِ المشهَدَا ! يا "أمَّ أوفَى"، دثِّرينِي بالرُّؤى... بجِمارِ مَنْ عبَرُوا الطُّلولَ وأدركُوا في الفجرِ رحلَتَهُم إلى الدِّمَنِ التي عصفَتْ بها هُوجُ الرّياحِ وما استبانُوا ما يكونُ على سُفُوحِ الأمنياتِ هُنا غَدَا ! يا "أُمَّ أوفى"، في الضَّياعِ تسيرُ راحِلَتِي وأغدُو مثلَ حبّاتِ الرِّمالِ تذرُّ قلبِي الأمنياتُ فأمتَطِي جَمَلَ المساءِ مُحلِّقًا وحدِي وأحفِلُ بالمسافةِ ضائِعًا... آتِي ونارُ الدَّربِ أدركَها المساءُ فهَلْ تُنيرُ الدّربَ هذي النّارُ أو يجدُ المفتِّشُ عن عُيونِ صِباهُ بالوادِي المقدَّسِ من هُدَى ؟ مثلَ القطَا الكُدْرِيِّ أبحثُ في الحَكايةِ عَنْ مَعانِي الماءِ لكنِّي أعُودُ بدُونِ خُفٍّ لا حُنَينُ أصابَ معنَى ما أريدُ ولا الرَّحيلُ يرُمُّ وَهْنَ حِكايَتِي وكأنَّ أسئلَتِي سُدَى ! مثلَ القطا الكُدْرِيِّ أذرَعُ في فضاءٍ لا يَنِي يمتَدُّ ذاكِرَتِي تُريقُ مُزادَتِي وأصيحُ في الليلِ البهيمِ لعلَّ تُؤنِسُنِي ذِئابُ الشَّنْفَرَى فيُردِّدُ القفْرُ الصَّدَى ! مثلَ القطَا الكُدْرِيِّ جَوْفِي مُوحشٌ من كلِّ أُنْسٍ صُحْبَتِي عينانِ لا تَجِدَانِ نُورَ النَّجْمِ حُلْمٌ طيِّبٌ وجَعٌ عَتِيقٌ مارِقٌ ويَدانِ تلتَمِسانِ في الرَّمْلِ المُهاجِرِ مَوْلِدَا ! مثلَ القطَا الكُدْرِيِّ أُسْبِلُ ريشَةَ القلبِ الكريمِ أُديرُ في الفَلَواتِ أفئِدَةَ البدايَةِ ثُمَّ يُسقِطُنِي التَّوجُّسُ في وِهادِ الصَّمْتِ يسرقُ ما تبقَّى في العُروقِ يُثيرُ صَحْبِي كَيْ يفارِقَنِي وأبْقَى في العراءِ أُرمِّمُ الكَبِدَ البهيَّةَ مُفْرَدا ! ماذا يكونُ إذا احتفلتُ ببعضِ صومِي عَنْ مياهِ الرَّمْلِ ؟ هَلْ يَنْسَى جَنَاحايَ الدُّروبَ ؟ لعلَّنِي أجدُ الحَكايةَ من بدايَتِها وألْقِي للرّياحِ عِنَانَ رَحْلِي علَّنِي أسقِي الفضاءَ المُرَّ أو أُبْقِي على وَجْهِي القليلَ من النَّدَى ! يا "أمَّ أوْفَى" دثِّرينِي، قد أصابَ البردُ خاصرَتِي وأدْمَانِي التّرحُّلُ في الفلاةِ مفتّشًا عن ناسِكٍ كنتُ احتَميتُ بِهِ وأوْهَانِي التجلُّدُ ناطِرًا أنْ لا تُطِيلِي الموعِدَا ! | |
|
| |
الطائر الوردي المشرف عام
| موضوع: رد: الشاعر الكبير / الدكتور خالد الجبر الجمعة 17 يونيو 2011, 15:23 | |
| أحْمَقُ مِثْلِي...
يُدهِشُنِي الجُلوسُ دائمًا على قارِعَةِ الطَّرِيقِ أرقُبُ السَّرَابْ العابِرينَ دائمًا إلى الغِيابْ المارِقينَ مِنْ ضَبابٍ لِضَبابْ المُقْفَلينَ المُثْقَلينَ المُشْتَهينَ أنْ يَطُولَ ليلُهُمْ وينتَهُونَ دائمًا بالمَوْتِ مَطْعُونِينَ في الظَّهْرِ بأجْمَلِ الحِرَابْ يُدْهِشُنِي الجُلوسُ على قارعَةِ القَلْبِ وَحِيدًا أرْقُبُ القَلْبَ الذي حُفِّظْتُه عَنْ ظَهْرِ قافِيَةْ يدُورُ ... لا يَدرِي مَتَى تَدُورُ معَهُ عِيدانُ هذي السّاقِيَةْ لكنَّهُ يظلُّ مُخضَرًّا... ولَنْ تَجِفَّ من عُيونِهِ غُصونُ الدّالِيَةْ؟ يُدهِشُنِي... أنِّي أسِيرُ مُنذُ كُنْتُ واقفًا لا أنْكَسِرْ لا أنْدَثِرْ لا أنْحَنِي للرِّيحِ كَيْ تَمُرْ لا أنْثَنِي عَنْ أُغْنياتِي لا أمَلُّ عِتْقَها مِنْ أسْرِها وَحُزْنِها لكنّني أستغرِبُ حتّى الآنَ كَيْفَ ظِلْتُ حَيًّا رُغْمَ قَلبِي المُنْكَسِرْ! كَيْفَ بَقِيتُ طِفْلَ قَلبِي ومَضَيْتُ أهشُمُ القلبَ خَيالاً فاتَنِي لكنّني لمْ أنْتَحِرْ! **** أستغربُ مَحْضَ استغرابٍ مَعْنَى الأشياءْ وأُطلُّ على روحِي فَرْدًا صَعَقَتْهُ الأسماءْ هَجَرَتْ قَلبِي سُحُبٌ ومضَتْ برقًا لكنّي حينَ أفَقْتُ وَجَدْتُ يَبابًا ثمَّ وقَفْتُ على قِصَصِي الأُخرى وأطَلْتُ وُقوفِي فوجَدْتُ الخِرْقَةَ بَيْضاءْ لكنِّي لَمْ أَجِدِ الماءْ لكنِّي لم أجِدِ الماءْ! أحْمَقُ مِثْلِي لا يعرفُ حِينَ يُشَظَّى كيفَ يؤشِّرُ للحافلةِ ويمضِي أحمَقُ مِثلِي لا يُدرِكُ كيفَ يُصنِّفُ ما يُبقِيهِ سَرابًا أحْمَقُ مِثلِي لا يعلَمُ كيفَ يَعِيشْ! يلبَسُ عِمَّةَ دَرْوِيشْ ويُنادِي في الصَّحْوِ كَما في الحُلْمِ: أُحِبُّ.... ويخبُو في آخِرِ ليلَتِهِ مثلَ فَتِيلِ سِراجِ العُمْرِ يَطِيشْ! أحمَقُ مِثلِي كانَ يُفتِّشُ عن بارقَةٍ في تُونُسَ تُنسِيهِ سَماءً ضلَّتْ غَيْمَتَها آلِهَةً ألقَتْ بيدَيْهَا للذِّئبِ وضلَّتْ كَعْبَتَها أحْمَقُ مِثْلِي يَعشَقُ حتّى يتسرَّبَ منْ كفَّيهِ الخاطِرُ أحْمَقُ مِثْلِي لا تكفِيهِ إشاراتُ نُجومِ الليلِ أحْمَقُ مِثْلِي لا يُوقِظُهُ من حُلُمِ المَوتَى إلاّ المَوتُ وأحْمَقُ مِثلِي ما زالَ يُلاحِقُ عِشْقًا ماتَ وأحْمَقُ مِثلِي لا يعرفُ كيفَ سيصحُو من نومٍ أبديٍّ أحمقُ مِثلِي يغرقُ أحمقُ مثلِي يعشقُ أحمَقُ مثلِي لا يجدُ الحُجَّةَ كافيةً ليَهِيمَ يفتِّشُ عَنْ بارقةٍ أُخرى أحمَقُ مِثلِي سيظلُّ يَضِلُّ يظلُّ يُطامِنُ رُوحًا لا يسكُنُها إلاّ الأنقَى أحمَقُ مِثلِي سيظلُّ... الأشقَى أحمقُ مِثلِي يرفُضُ غَزَلَ امرأةٍ تأتِيهِ طَواعِيَةً لا يُشعِلُها بكَلامٍ يسهَرُ طُولَ الليلِ يُناجِي أحْرُفَهُ أحمَقُ مِثلِي يرفُضُ غانِيَةً تتلوَّى حِينَ تراهُ ضِرامًا أحْمَقُ مِثْلِي يأبَى... بلْ يتأبَّى أحْمَقُ مِثلِي ينأَى بالرُّوحِ وبالقَلْبِ وبالجسَدِ المُثْخَنِ بالحُبِّ عَنِ الأسماءِ عَنِ الأشياءِ عَنِ الأبوابِ عَنِ الأثوابِ وأحْمَقُ مِثْلِي إنْ شاقَتْهُ الفَوْضَى يرحَلُ صَوبَ براءَتِهِ الأُولى أحْمَقُ مِثْلِي يَجِدُ الطُّرُقاتِ على عِلَّتِها تُغْوِيهِ فيهرُبُ وأحْمَقُ مِثلِي لا يعلَمُ مِنْ أمرِ الدُّنيا إلاّ القلبَ المُثْخَنَ بالحُبِّ يُضمِّدُهُ في كُلِّ هَوانٍ كي يتَقَوَّى فالرِّحْلَةُ أطْوَلُ أحْمَقُ مِثلِي يأوِي كُلَّ مساءٍ للقلبِ المُثْخَنِ يَسقِيهِ البلسَمَ يَدْعَكُهُ بالفَرَحِ النّازفِ يُؤوِيهِ قَليلاً في الكَهْفِ الرَّطْبِ يُناغِيهِ كَطِفْلٍ ثُمَّ يُمسِّدُهُ بِدُموعِ العَينِ وأحْمَقُ مِثلِي... يَبْقَى أحْمَقْ يَهْفُو لِصباحٍ يتَرَقْرَقْ للعِشْقِ المُطْلَقْ لا يتسَلَّقُ لا يتَملَّقْ أحْمَقُ مِثْلِي... سيظلُّ غَريبًا عَنْ فَحْواهُ النّاسُ يظَلُّ غَريبًا عَنْ آفاتِ الخَلْقِ يَظَلُّ يُؤمِّلُ في راحَتِهِ رُوحًا فَوْضَى يشهَدُها في ليلِ رَحِيلِ الرُّوحِ إلى بارئِها عِشْقًا يتدفَّقْ لن يعرِفَهُ النّاسُ ولن يفهَمَهُ الحِبرُ النّازعُ صوبَ العَرشِ لأنَّ الوَمْضَةَ تَخْفَى عَنْ عَينِ الباصِرِ تتخفَّى عَنْ حَجَرٍ لا يتأمَّلُ عَنْ وَرْدٍ لا يتجرَّدُ مِنْ عَبَقِ الفَهْقَةِ عَنْ ماءٍ يأسَنُ كُلَّ صَباحٍ عَنْ وَجَعٍ غُفْلٍ لا يتألَّقْ | |
|
| |
الطائر الوردي المشرف عام
| موضوع: رد: الشاعر الكبير / الدكتور خالد الجبر الجمعة 17 يونيو 2011, 15:24 | |
| "نَرى ما نُريدُ"... د. خالد عبد الرؤوف الجبر "أرى ما أُريدُ": على قِمَّةِ العُمْرِ أكتُبُ ظِلَّ الحِكايَةِ، أرسُمُ وَجهًا، وأمحُو سِواهُ، كأنَّ الذي كانَ ... ليسَ سِواهُ !/ أرى ما يُساوِي السَّرابَةَ بالبَحْرِ، أمشِي الهُوَينَى أُلَمْلِمُ مِنْ وجَعِ الطُّرُقاتِ طَريقِي؛ على مهَلٍ أستَفيقُ: سَواءٌ هِيَ الهَدْأةُ المُشتَهاةُ، ووَجْهِي؛ وآخِرُ هذي الدُّرُوبِ سيَرْثُو خُطاهُ !/ أحاوِلُ أنْ يتَجلَّى الغَضَا مِثْلَ طِفْلٍ، فيَخْبُو، ويخبُو لَظَاهُ !/ أُحاوِلُ أنْ أتجلَّدَ حتّى احتِضارِ الدَّقائقِ منتَظِرًا عَوْدةَ الرّاحِلينَ، فيُطْفِئُ فَيْضُ الصَّدَى جَمْرَةَ العُمْرِ: تاهُوا !/ أنا، واحتِفالُ المساءِ بأوَّلِ عِطْرٍ جَديدٍ، وأغنِيَةُ الذِّكْرَياتِ، وكأسِي الذي ودَّعَتْهُ اليَدَانِ، وكَهْفِي القَدِيمُ الجَديدُ، الألِيفُ العَنيفُ، نُحاوِلُ أنْ نستَعِيدَ المَرايا لَعَلَّ نَراهُ !/ إذا أشرقَ الدَّرْبُ صُنَّا الكَلامَ، فإنَّ الكَلامَ - على كلِّ حالٍ - شَظَاهُ !/ إذا أظْلَمَ الدَّرْبُ صُنَّا حَفيفَ التَّحَلِّي بصَبْرِ التَّخَلِّي، فشَكْوَى البِعادِ اشتِباهُ !/ وكلُّ حَنينٍ إلى أوَّلِ الدَّرْبِ مَحْضُ ارتِباكٍ، وكلُّ اشتِعالٍ يَمَسُّ النَّدَى مَحْضُ ظِلٍّ، وكُلُّ ارتِعاشٍ، يُطِلُّ، انْتِباهُ !/ "يرى ما يُريد" ويُلْقِي على النَّارِ شِلْوَ هَواهُ !/ هُو المشتَهى المُنْتَهَى؛ الحقُّ والرِّقُّ، والحُبُّ والصَّلْبُ، والخِصْبُ والجَدْبُ، والوَصْلُ والفَصْلُ؛ أوّلُ ما يَتَنَفَّسُ عَنْهُ الصَّباحُ، وآخِرُ ما يُودِّعُه رَنَقُ اللَيْلِ في الجَفْنِ؛ أجْمَلُ ما فِي الحُروفِ إذا قلَّبَتْهُ الشِّفاهُ !/ يُحاوِلُ، لكنْ "يَرى ما يُريدُ"، فيَصْبُو بَعيدًا إلى قِبْلَةٍ تَتَراءَى، ويَحْرِقُ رُوحَ المَساءِ شَقَاهُ !/ "عَلَى البالِ كُلُّ التَّفاصِيلِ" تَحْجُلُ: ذِي "النَّارُ، والهَيْلُ"، والأُمْسِياتُ، تُطِلُّ، ولا تَسْتَظِلُّ، وتَمْضِي كَما كلُّ شَيءٍ بَسيطٍ: يَظلُّ بَسيطًا، وإنْ قَهَرَتْهُ البِلادُ، وأرْهَقَهُ أنْ سَيَمُرُّ وَحِيدًا يردِّدُ في السِّرِّ: أبْحَثُ عَنْهُ...، ولكِنْ أراهُ !/
| |
|
| |
الطائر الوردي المشرف عام
| موضوع: رد: الشاعر الكبير / الدكتور خالد الجبر الجمعة 17 يونيو 2011, 22:24 | |
| كفِّي على كــبِدِي من شدَّةِ الكَمَدِ
كأنَّما خُــــلِقَتْ كـفّايَ مِنْ كَبِدِي
أحارُ في شَـــــغَفٍ يهتــاجُ مِنْ دَنَفٍ
وَلا يُجِيرُ دُعـــــاءُ الواحِدِ الأحَــــدِ
"يا دارَ مَــيَّةَ"، قـد أوْدَى الغرامُ بِــــهِ
حَتّى إذا خَالَ بَرْدًا هــــــامَ للأبَدِ
"يا مَيُّ"، هَلْ يكتَفِي مِنْ رَيِّ غُلَّتِهِ
مَنْ كانَ أحْرَمَ بالعَلْياءِ فالسَّـنَدِ؟ | |
|
| |
الطائر الوردي المشرف عام
| موضوع: رد: الشاعر الكبير / الدكتور خالد الجبر الجمعة 17 يونيو 2011, 22:34 | |
| فرحــًا بها أرنو وقـلبيَ شــــــــاكِ
في غمرةٍ وجَـــلاً، وجــفنيَ باكِ
لا اللعـــثماتُ تعـينني، حتّى ولا
خجــلي، فسبحان الذي سوّاكِ
أربَكتِني حـتّى وَهِــــمتُ إلاهـــةً
خَطَرتْ وبثّت بالعُـــيون شِراكِي
ممكُورَةٌ يَخــــــــــتال غضّ كثيبها
خُيَلاء، والخصــــــــرُ احتِفاءُ أَراكِ
قبّلتُ حتّى خلتُ روحِي سلّمتْ
ولثمتُ فاحتملَت دمي شفتاكِ
لولاكِ أنت، فما تكـــــــون حياتُه؟
بل ما يكونُ وجـــــــــودُه لولاكِ؟ | |
|
| |
الطائر الوردي المشرف عام
| موضوع: رد: الشاعر الكبير / الدكتور خالد الجبر الجمعة 17 يونيو 2011, 23:02 | |
| سُبْحَانَ لَيْلَكِها، إذا سَقَطَ النَّصِيفُ، ولَمْلَمَتْنِي ثُمَّ أرْدَتْنِي قَتيلاً في أيادِيها
يا رِيحُ، لولا قَسْوَةُ التّرحالِ، أدْرَكَنِي اللهيبُ، وذُقْتُ كِمَّثْرَى تُخبِّيها | |
|
| |
المدير العام المدير العام
| موضوع: رد: الشاعر الكبير / الدكتور خالد الجبر الأحد 21 أغسطس 2011, 20:50 | |
| أعُـــودُ للشِّـــــعرِ آلامًا أُجَـــــــافِيَها // لَعلَّ تَشْــــفِيهِ، علَّ الشِّعْرَ شافِيهَا أعُـــــودُ للشِّـــعْرِ، لكنْ لا أعُــودُ بِهِ // إلى القُـــرُوحِ التي أشْـقَتْ قَوَافِيهَا أعُـودُ للشِّـــعْرِ؛ كَمْ أوْدَى بأُغْنِيَتِي // ظِلٌّ، فَعُــدْتُ كَسِـيرَ النَّفْسِ حافِيهَا وَعِشْــــتُ دَهْرًا أُمنِّيهَا بِمَا حَـلُمَتْ // فَأرْهَـــقَتْهَا الأمَــــانِي في مَـنَافِيهَا أعُــــودُ للشِّـــعْرِ، أبْنِي ما أُرِيدُ كَمَا // يَطِـــيبُ للنَّفْسِ زَكَّـــــــاها تَعَافِيهَا تَرَكْتُ للحـــــالِمِينَ الأرْضَ مُحْــتَفِيًا // بِمَا لَـــــدَيَّ، وقَدْ وَدَّعْـــــتُ ما فِيهَا لِي مِنْ ظَـــوَاهـرِهَا قَلْبٌ أعِيشُ لَهُ // فلْيَأْخُــــذُوا ظــــاهِرَ الدُّنْيَا وَخَافِيهَا أعُودُ للشّــعْرِ؛ جَمْرِي الحَرْفُ أنْحِتُهُ // مِنْ لِمَّةِ الصَّخْرِ هانِي الرُّوحِ دافِيهَا وَأُرْسِــلُ الكَلِمَـــاتِ الْخُــضْرَ أجْـنِحَةً // عَلَى بَيَـــاضٍ نَقِـــيَّ الرُّوحِ صافِيهَا أعُودُ للشِّــعْرِ؛ لا فَوْضَى تُحاصِرُنِي // وَلاَ مَــــــوَدَّةَ ذُؤْبـــــــــانٍ أُوافِــــــيهَا
الدكتور / خالد الجبر | |
|
| |
المدير العام المدير العام
| موضوع: رد: الشاعر الكبير / الدكتور خالد الجبر الخميس 25 أغسطس 2011, 14:52 | |
| سَــــــأنْكُثُ الْغَـزْلَ يَوْمًا كَيْ أُرَتِّبَهُ // عَلَى مَقَاسِ صَباحٍ مُشْرِقٍ عَبِقِ وأصْطَفِي مِنْ سُهَادِي ظِلَّ لَيْلَكَةٍ // ظَلَّتْ تُرَاوِدُ حتَّى أشْـــعَلَتْ أرَقِي وَأُوْدِعُ السِّــرَّ فِي أنْفَاسِ خَطْوَتِهَا // لِأســــترِيحَ مِنَ التَّفْسِيرِ والقَلَقِ لَعَـــلَّها بَعْـــــدَ حِـــينٍ مِنْ بَراءَتِها // مِثْلِي تُعَالِجُ شَــــــكْوَاهَا بِلاَ نَزَقِ إنْ أشْرَقَ الوَجْـدُ ضمَّ النُّـورُ فُلَّتَنا // وإنْ تأخَّـــرَ فاللُــــقْيا مَعَ الشَّفَقِ | |
|
| |
المدير العام المدير العام
| موضوع: رد: الشاعر الكبير / الدكتور خالد الجبر الأحد 28 أغسطس 2011, 03:48 | |
| يا لائِمَـيَّ، تَخَــــــفَّفا وأرِيــــــحَا قَرْحًـــــــا يُعـــالِجُ بالمَـــــــلامِ قُرُوحَا يا لائِمَيَّ، وَهل تَطِــــيبُ مَلامَةٌ كَمْ غِــيضَ نَزْفٌ لَمْ يَكُـــــــنْ مَنْزُوحَا وتَعَلَّلا ما شِــــــئْتُما، إنّ الهَوَى مِنْ حَيْثُ كُنْتُ طَوَى المَدَى والرِّيحَا باللهِ إنْ عــــــــــــاوَدْتُما دارًا لَهَا قُولاَ بأنَّ لَكُمْ هُــــــــنَاكَ ذَبِيـــــــــحا أوْ سَـــــــلِّمَا بِيَدِ الأحِبَّةِ شَهْقَةً تُزجِــــــي دَمًا بِلَهِـــــيبِها مَسْفُوحَا إن كانَ يحـــــلُمُ بالنَّدَى، فلعلَّهُ يَشْـــــكُو كَمِثْلِي خـــــافقًا مَجرُوحَا | |
|
| |
الطائر الوردي المشرف عام
| موضوع: رد: الشاعر الكبير / الدكتور خالد الجبر الأحد 04 مارس 2012, 21:37 | |
| على الأعراف...
صــبرتَ حتّى خَبا يا لاتَ مُصـــطَبَرُ .... وأثقــــلَتْكَ دروبٌ كلُّــــها عِــــــــــبَرُ والدّارُ تلهـــو بما واتــى؛ أظــلَّ لَها .... ممّا تُـــخبّئهُ الأيّــــامُ مُزدَجَـــــــــرُ؟ أطــلالُها حــكَتِ الأوهـــــامَ حافيةً .... وريمُــــها ليسَ يَـــــــدَّري أيَّةً عبَرُوا هُنا جــثَوْتُ على الأعــتابِ أسألُها .... هُنا وقـــفتُ بها صَحْــــبِي وما وقَرُوا يا دارُ، هل رحـلتْ لـيلى ؟ أراحَ بها .... ظَعْــــنٌ؟ فكيفَ يُجاري ظعنَها البصَرُ؟ عيَّتْ جَوابًا، كـأنْ أزرَتْ مُســــاجلةً .... بِها الرّيـــــاحُ، وأودى بالهَــــوى الأثَرُ وقامَ يهدِلُ في رَبعِ الهـوى سـحَرًا .... فَرْخـــانِ يقتَفِيانِ العُــــمرَ: ما الخبَرُ؟ أينَ الأحبَّةُ والنّجــوى تَفـيضُ على .... وجــــهِ الصّـــباحِ؟ ووصلٌ زانَهُ القمَرُ؟ أكُلُّ من عشِقُوا، للــــدّهـرِ موعِدَةٌ .... فيهِم، كـــأنْ لَمْ يكــــونُوا أيُّها القدَرُ؟ تُودِي الليالِي بكفِّ البأسِ ما بذلَتْ .... ويطحَــنُ الشَّـــوقَ من لأوائِهِ الحَجَرُ ليلى تهاجَرُ لا تدري: مـتى عرفَتْ .... أنّ البقـــاءَ رَهــينٌ بالذي قَــــــدَرُوا؟ أَلَم تَبِعْ بِكَ لـــيلَى حــــينَ أدركَها .... بوحُ القـــوافلِ، واشـــتدّت بها النُّذُرُ؟ وأنتَ بِعـــتَ بها، لولا احـــتفاؤُكُما .... أقمتَ تسعَى، وتسعَى بالهوى صُوَرُ من كان قبــــلَكُما أزرتْ بهِ حـجُبٌ .... وكلُّهمْ حينَ ناسَ العـشقُ قد كفَرُوا وأنتَ وَهْــيَ تُقــيمانِ الهَوى نُصُبًا .... لكـــنَّه بالتَّـــنائي كـــــادَ يـــندَثـــرُ تُطـــــوِّفانِ عـــلى نــارٍ تـــنوءُ بِها .... صُمُّ الصِّـــلابِ، وتُوْري جــمرَها الفِكَرُ وتُمسِــكانِ على الأحشــاءِ لاهبةً .... حتّى يكـــفكـــفَها التَّحـــنانُ والذِّكَرُ رحلتِ حتّى كأنْ أُنسِيتِ ما سلفَتْ .... بهِ يَمـــينُ زمـــــانٍ جــــادَهُ المطَرُ وصــارَ ذاكَ، ومـــا كـــنّا، كـــأغنيةٍ .... تقطِّـــعُ القــــلبَ إذ يحــــدُو بِها وتَرُ عــــيكِ منّي ســلامُ اللهِ ما بقـيتْ .... ورقــاءُ تـهتُفُ إذْ يهـــــتاجُها السَّحَرُ | |
|
| |
الطائر الوردي المشرف عام
| موضوع: رد: الشاعر الكبير / الدكتور خالد الجبر الثلاثاء 10 أبريل 2012, 21:07 | |
| صباح النّدى يا قلبُ، هل أنتَ مُغرَمُ؟ .... وبِتَّ طــــوالَ الليلِ يا قلبُ تَحْلُمُ؟
أمانًا عَليكَ الله، خـَـــفِّفْ مِنَ الجَـوَى .... فكُــــلِّي عَـــليلٌ بالّذِي أنتَ تعلَمُ
إذا كُنتَ تصــبُو، فاتَّـئِدْ، إنَّ صَــــــبْوَةً .... تُساقِيكَ مُرَّ العِشْقِ أحْلَى وأَحْرَمُ | |
|
| |
| الشاعر الكبير / الدكتور خالد الجبر | |
|