مدونة الشاعرة التونسية / عواطف كريمي

المشرف عام

السيرة الذاتية

المشرف عام

وتهدم الركن الاخير

عند الغروب أتيت
وفي مقلتيك بقايا الدموع ..
تراك بكيت؟
تراك تحن إلى هواي وما انتهيت؟
يا صاحب الوجه الحزين
لم أتيت؟
كم دمّرتني مقلتاك وبالدموع
كم اكتويت
دعني أتوه مع الزحام
ولا أعود إلى خطاك
دعني أفر الى العذاب
ولا أحنّ إلى لقاك
يا صاحب الوجه الحزين
لم بكيت؟
كنتَ رحلتَ مع الغروب
وبالظلام قد احتميت
يا أيّها الأمل الذي قد تاه منّي
في سراديب الضباب
يا أيّها الموجود في درب الرحيل
وفي الغياب
آن لهذا القلب أن ينسى هواك
ويستريح من العذاب
فلكم ركضت وقلبي
خلفك والسراب
اطو الكتاب ولا تعد
اطو الكتاب..

سلام عليك فغادر حياتي
مسامات جلدي
دمائي فؤادي
وكلّ الجسد
غادر سريعا مع كلّ موج
مع كلّ ريح
مع كلّ فجر مع كلّ ليل
مع كلّ غيث وكلّ برد
مع كلّ جرح مع كلّ غدر
مع كلّ سيف بظهري انغمد
مع كلّ روح وكلّ جماد
مع كلّ حرف وكلّ عدد
غادر سريعا
ولا.. لا تعد
كنت بكيتُ و اشتكيت وانتظرتُ
لعلّك ولعلّ غد
ولم تعد ..
لملمت شوقي حتّى بدّده الكمد
يا شوقك حين يمرّ على الحنين
فيتّقد...
لكنّك خيّرت أنّك لن تعود
ولم تعد..
ألقيتُ حبّك للموت المدمّر
للأبد
وركضتُ أصرخ خلف درويش البلد
مددٌ..مدد..
مددٌ..مدد
مدد.. مدد

فلم رجعت اليوم يا كلّ العذاب
والدمع ينطق في عيونك بالعتاب
وسؤالك المحتار ينتظر الجواب
عدّى زمان الوجد يا حلم الشباب
أو لست من سرق الشباب؟
أو لست من قطع الوصال
وكسّر كأس المودّة والقبل
أو لست من قتل البطل؟
أو لست من وئد الأمل؟
ارحل حبيبي دمعك عبثا هطل
يا أيّها التمساح لوّثك الوحل
وفراشة الروض الجميل تخشّبت
منذ زمان قد رحل
وتعطّلت لغة العواطف
إذ جفاها الغيث مدرارا خضل
وتحجّرت عند الخريف قصائدي
والبوح كبّله الملل
وهناك خلف صقيع الروح
عشّشت الثعل
عبثا تعود اليوم بالدمع الملوّث
والقبل
ما كلّ جرح يندمل
ما كلّ جرح يندمل

المشرف عام

من يسرق الاعياد من وطني؟

بان الهلال أبي..
والناس ترصده
والعيد في مأتم الذكرى نهدهده
بان الهلال أبي والكلّ في مرح
ما بالنا العيد في ذا العام نفقده
تراه تاه مع الآفاق واحزني
أم إنّه يا ترى قد خان موعده؟

بان الهلال صغيري بعد غيبته
آه لطلعته...آه لمولده
بان الهلال وباب العيد يوصده
حيف الزمان
وظلم الدهر يبعده
أوّاه.. قد سرقوا الأعياد من وطني
وشوّهوا عيدنا بالهمّ والحزن
نم يا صغيري فما بالعيد نحتفل
إذ أبدلونا لباس العيد بالكفن

فداك يا أبتي نفسي وما ملكت
تراه من يسرق الأعياد من وطني؟
من ذا يبدّل طعم العيد علقمة ؟
من الذي يلبس الأفراح بالشجن؟

بكى الفؤاد صغيري يوم فرحته
بكى الفؤاد بدمع غير منسكب
بكى وأبكى بنار في الحشى اضطرمت
ثمّ إكتوى بلهيب الصمت والكذب
فلا رجال تردّ الكيد في زمن
أرض العروبة فيه شرّ منقلب
أرض العروبة مسخ بعد طهرتها
مكسورة القلم مطويّة الكتب
موؤودة الحلم مسلوبة الهمم
منكوسة العلم والكلّ في لعب!

صبرا صغيري ويوم النصر موعدنا
غدا يكون فلا تجزع ولا تهب
غدا ، تغادرنا الأحزان خاسئة
غدا يسافر طيف الخوف والكرب
غدا يقبّل وجه الأرض منتصرا
على الحثالة جيش الفارس العربي
غدا نقلّد جيد الكفر في جذل حبلا
وتبّت يدا الجاني أبي لهب
غدا ننيخ ويأتي العيد يا كبدي
غدا تعود طقوس العيد للعرب!

بشراك يا أبتي فأنظر مدى الأفق
بان الهلال .. وبان الفارس العربي!!

هلّ البشير فخلف القلب أمنية
للطفل للشيخ للأيّام للعرب
للمجد للعزّ للإنصاف للوطن
للأمس لليوم للمستقبل الطرب
نم يا حبيبي ولا تحفل بملحمتي
أضغاث حلم بدت في وحشة الكذب!!!

المشرف عام

نقش على جدار أبيض

هل تصدّق بأنّ حبّك كان بمثابة النقش الذي تركته يد رسّام ماهر على وجه جدار ناصع البياض...ولكن هل لي أن أسألك كم من نقش تركت حتّى اليوم على الجدران المتفاوتة البياض...؟ كم من ندب حفرته بأيد واثقة ومضيت إلى صفحة موالية لا تلوي على شيء ولا تذكر شيئا على الاطلاق...؟...كم ؟؟؟؟؟؟؟؟
كنت أتمنّى أن يصادف الحبّ طريقي...أن التقي الشخص الذي يبادلني حبّا بحبّ...أغرق فيه ويغرق فيّ بدون أن نبحث عن شاطئ نحطّ عنده الرحال فلا حاجة لنا برحال ولا رغبة لنا في العودة إلى نقطة البداية... فالبداية كان يجب أن تكون الحب والنهاية هي الابحار فيه بعد اعدام كلّ سبل الرجوع ...وإن كان الغرق هو النتيجة الحتميّة لهذه الرحلة فما أجمل الغرق والموت والفناء بين ذراعيك ...فلا حبّ بعدك ولا حبّ قبلك ولا حبّ دونك ولا حبّ الاّ لك أنت وحدك...ولكنّك أبحرت معي وتركت قلبك على شاطئ الذكرى...أبحرت معي وعيناك على طريق العودة...أبحرت معي ونسيت أن تغلق أبواب الماضي في الوقت الذي سلّمتك أنا فيه مفاتيح الماضي والحاضر والمستقبل...وفي اللحظة التي تصوّرت فيها الانصهار والغرق في بحرعشق طالما انتظرته وحلمت بسحره وروعته وجبروته...وجدتني أغرق وحدي ...وفي غفلة منّي تسلّلت باحثا عن شاطئ أمان...بعيدا عن أمواج بحري المتلاطمة...بعيدا عن مناطق الخطر والجنون....ونسيت ما كنت تردّده على مسمعي من أنّ الحبّ لا يعيش الاّ في عمق البحر واتساع الكون...وأنّنا يجب أن نحبّ حتّى آخر قطرة دم في الشريان...وحتّى آخر نبضة حبّ في القلب...فأين أنت الآن من كلّ نظريّاتك التي شنّفت بها عمري؟ ... تراك قابع على شاطئ أمان تتوسّد الأرض وترتجف في انتظار مرور سفينة النجاة؟؟؟...يخيّل اليّ أنّني أرى طيفك هناك...عجبا كأنّي أراك لأوّل مرّة بعد أن هدأت في داخلي الأشياء... كدت أن لا أعرفك وأنت شديد الالتصاق بالتراب...وداعا يا من أردت أن أعيش معه لحظة ميلاد فأهداني كلّ اليأس... ما أكثر الأشياء التي يطويها القلب في الذاكرة قبل أن يعود إلى رحلة الحياة...

المشرف عام

حبّ بعمق الصمت...الى أمّي

أحنّ إليك يا أمّي ...أحنّ إلى وجودك الممزوج بالحبّ من الأحلام يوقظني...أحنّ إلى عطرك المسكوب في فنجان قهوتي الصباحيّة ، في مذاق الكعك الذي لا يجيد أحد غيرك صنعه معجونا بماء الحنان والعطاء...أحنّ إلى كفّ بلون النور والطهر يلامس كلّ وجداني ...تخربشني أنامله بسحر الدفء يسري بين أوصالي فلا أدري إذا ما كنت بين أحضانك أمّاه أم أنّني في الجنّة بين موجات عطر لا متناهية...
أحنّ إليك يا أمّي...إلى بيت بغربتنا ، يطلّ على زهر القرنفل والحبق والنعناع الذي تعشقين زرعه وتسقين جنته وتكرسين له ما تبقى لك من وقت بعد أن نكون قد استنزفنا كلّ وقتك وجهدك...فأطلّ عليك من شرفة أشواقي لأراك كما أنت دائما وكمااتخيّلك الآن .. بصمت تعملين...بعشق تعملين ... وأتعجّب أنا الطفلة من علوّ ذاكرة سنوات عشر... أتعجّب من البشر الذي أقرأه على قسمات وجهك وأنت تتفقدين زرعك البسيط في حديقتك الصغيرة ... وتحنين ظهرك لتنقيتها مما علق بها من شوائب ...ويخيّل إليّ حبيبتي أنّي أراك تبتسمين...فأتعجب لإبتسامة تضنين بها علي وتغدقين بها على زهورك وشجيراتك الصغيرة...لم أكن أفهم وقتها كيف يمكن أن نحبّ الزرع ونرعاه ولا ما كنت افهم معنى الصمت وشكواه...ولا معنى الحياة بلا بسمة او همسة او لمسة حانية ... وعشت أحمل في صدري صدّك وصمتك عنوان ضيق وتبرّم ... كم كنت أغار من زرعاتك تلك ... كم كنت أتمنى أن أكون بعض تراب مهمل تهدهده اناملك ويسعد ببسمتك... حتّى أنّني احمل في ذاكرة بعمر عذابي أنّني فاجئتك ذات صباح تغنيّن لزرعك ...وكم كنت اغار من ذاك الشجن القادم من الحديقة إلى مسامعي...ولم أكن أفقه بعد كيف تخيّر أمّي صحبة نبتة تغدق عليها الحنان وتغنّي لها شجنا وعشقا ...كم احترقت روحي بلهيب ذاك الصمت وكم تمنّت برزخ حنان يسقي زفرة الهمّ قبلا وثرثرة ...آه كم عذبني صمتك وكم مقتّه وضقت به ذرعا ...لكنني الان ربّما علمت كم كان للصمت من حديث عندك ...كم كانت له من بلاغة ومعان ...وكم ضجّ صدرك بزفرات وآهات وكلمات ولكنك ما فكرت في أن تثقلي بها علينا ... خوفا علينا من بوح ارهق صدرك...ورافة بنا من ان نحترق بما ضج به عمرك...كالنخلة تذرفين دمعة الصمت في خشوع وكبرياء وتتيبس فوق شفتيك الكلمات الموجعة فيبتلعها حلقك جمرا يحرق أحشاءك...وتمرّين في اعمارنا يمامة سجينة في صحراء صمتك وأنانيتنا المطلقة...تعملين وتعملين وبصمت تعتلين صخرة زمن أرهقك صعودا ونال من عمرك الموشّح بالتعب والإعياء والصبر...وكبرنا ومضينا إلى أحلامنا الباردة بعيدا عنك...وتركناك وحدك تنبشين الأمس الذي أغفى في ذاكرتك ومحته مشاغلنا من قلوبنا...ولم يتبق لك سوى زرعك الذي راهنت على وفائه فأخلص ومنحته فتاتا من وقتك فمنحك كلّ عمره...
أحنّ إليك يا أمّي ... فلا تنسي بأنّني رغم البعد أذكرك ...برغم صقيع العمر أشتاق اليك...برغم صمت تملكين وحدك مفتاح خزائنه أحبّك ...وهذه دقات قلبي ، مسامات جلدي تحمل مساحات شاسعة من حبّ كان بعمق الصمت...لكنه كان وسيظل القيمة الأغلى والأنقى في حياتي...

المشرف عام

آخر كلمات الثائر

احمليني زهرة بين يديك
احفظيني من صقيع الليل
من خوفي عليك
آه من غدر الزمان
وانكساف البدر من قبل الأوان
ردّديني أغنيات ونشيد..
واتركي قلبي لديك..
إنّني الآن بعثت ..
من ثرى عمر دفين
وزمان مرّ في مرّ السكون
أنشر عمرا جديدا
بات منك واليك..
إنّني المكتظّ بالأمجاد عدت
أكتب الخلد..
على القبر الوحيد
استقي من قبلة الأوطان..
أروي مقلتيك..
إنّني المسكون بالتاريخ جئت
عبر باب الفاتحين..
فازرعيني بذرة خير عميم
واحمليني سنبلات في يديك ..
إنّني المبعوث من زمن بعيد
افتحي الأبواب أمّي
واحضني في الأفق نجمي
إنّني الان مع الله.. وحلمي
قبلة من شفتيك..
إنّني الآن مع الأطيار
لكن، جنّتي في راحتيك..
فمتى ارتاح أمي
من لظى خوفي عليك..؟
أسمعت ؟
إنّه صوت السيوف.. !
زغردي قد جاء نصر الله حلّ..
سنبلات الحقل..
يحكي قمحها أحلى قصيد
مزهر في مسمعيك ..
وتجلّى ، في سما الأوطان عيد
برزخ نور فريد..
في خطى نشء جديد..
جاء بالفخر إليك..
قد أتوا أمّاه من كلّ الديار
من تخوم الأرض .. من أمل بعيد
من جراح الظلم ..
من دمع الثّّّكالى..
من أنين القهر..
من قيد بكى في معصميك..
فاذكري أمّاه أبطال الفداء
خلدي من هزّ عرش الكون
قال:
ألف مرحى للشهادة.. !
فحياتي لن تساوي بسمة
من شفتيك..
وبدرب الأوفياء..
رفرفت روح الشهيد..
كفكفي أمّاه دمعا قد جرى
في وجنتيك..
روّهم أمّاه غيثا..
إنّهم غيث إذا الغيث تجلّى
منعشا قفرا وبيدا ..
عادوا بالبشر إليك.. !
إنّهم ماء إذا ما عانق الماء السيول
فانبرت ،ما همّها نار الوعيد
تجرف الأحزان لمّا أن تبدّت ..
نظرة من ناظريك..
إنّهم أعياد شعب
عاش لا يعرف عيدا
إنّهم زهر حياة عاشها الشعب شريدا
غنّهم أحلى نشيد ساحر من شفتيك :

إرادة الحياة -لأبي القاسم الشابي
إذا الشعبُ يوما أراد الحيـــاة فلا بدّ أن يستجيــبَ القـدر
ولا بدّ لللّيل أن ينجلــــي ولا بدّ للقيــد أن ينكــسر

إذَا مَا طَمَحْـتُ إلِـى غَـايَةٍ رَكِبْتُ الْمُنَى وَنَسِيتُ الحَذَر
وَمَنْ لا يُحِبّ صُعُودَ الجِبَـالِ يَعِشْ أَبَدَ الدَّهْرِ بَيْنَ الحُفَـر
"أُبَارِكُ في النَّاسِ أَهْلَ الطُّمُوحِ وَمَنْ يَسْتَلِـذُّ رُكُوبَ الخَطَـر
وأَلْعَنُ مَنْ لا يُمَاشِي الزَّمَـانَ وَيَقْنَعُ بِالعَيْـشِ عَيْشِ الحَجَر
هُوَ الكَوْنُ حَيٌّ ، يُحِـبُّ الحَيَاةَ وَيَحْتَقِرُ الْمَيْتَ مَهْمَا كَـبُر
فَلا الأُفْقُ يَحْضُنُ مَيْتَ الطُّيُورِ وَلا النَّحْلُ يَلْثِمُ مَيْتَ الزَّهَــر
وَتَبْقَى البُـذُورُ التي حُمِّلَـتْ ذَخِيـرَةَ عُمْرٍ جَمِـيلٍ غَـبَر
وَذِكْرَى فُصُول ٍ ، وَرُؤْيَا حَيَاةٍ وَأَشْبَاح دُنْيَا تَلاشَتْ زُمَـر
وَأَعْلَنَ في الْكَوْنِ أَنَّ الطُّمُوحَ لَهِيبُ الْحَيَـاةِ وَرُوحُ الظَّفَـر
إِذَا طَمَحَتْ لِلْحَيَاةِ النُّفُوسُ فَلا بُدَّ أَنْ يَسْتَجِيبَ الْقَـدَرْ
غنهم يا تونسي .. اليوم عيد
واحمليهم زهرة بين يديك..

المشرف عام

طيوف

عُدنا، وعَاد الدهرُ ينبضُ بالأملْ
وتفتّحَ الآتِي،
كمَا تَرنُو الشّفاهُ إلَى القُبلْ
لا غصّة في الحلقِ،
لا عين تودّعُ بالدموعِ، من إرتحلْ
قلنا بأنّا لن نعودَ إلى الغرام،
إلى الحنينِ، أو الغزلْ
قُلنَا بأنّ بنفسجَ الأشواقِ فينَا قد ذبُلْ
آهٍ وكم قلنا وقلنا نجمُ فرحتنا أفلْ
عُدنا وعَاد الليلُ..
ينكأُ منْ جِراحِ ما انْدَملْ
وَظَللْتُ أَرْقُبُ نَظْرَةً العينينِ
أسْألُهَا الأَمَانَ .. وما سألْ
حتّى إذَا ألْقَى السَّلاَمَ وجدتني،
فِي مُقْلَتَيْهِ..
فجَاشَ شَوْقِيَ واشْتَعَلْ
ألْقَتْ بِنَا الأَيّامُ مِنْ جُرْحِ المَرَارةِ
للّقاءِ.. بمَا احْتَمَلْ
كالبدرِ لاحَ بوجْهه الوضّاء
حتّى خلته..
طيفا ليوسُفَ.. قَدْ أطلّْ
لاَ تَعجَبوا إنْ قلتُ أنِّي قدْ بَكَيْتُ
وماءُ عينيَ قدْ هطلْ
لاَ تعْجَبوا.. فقوَارِبُ الأشواقِ
ألقتنِي هنَاكَ، علىَ عَجلْ
لا تعجبوا فهواه روحي، بل دمي
ما بَاعَ قلبيَ..
منْ رمَاهُ ، ومَا خَذَلْ
وظللت أسبح في السّرابِ
في العذابِ وكمْ بكيتُ على الطَلَلْ
واليومَ أقبَلَ نادمًا متحسّرًا..
والشوقُ يسْبِقُ في جذَلْ
وصَدَى الليالِي الخالياتِ
يَبُثُّ في عمْقِ النسيمِ ُرؤى الأَمَلْ
ولهيبُ قلبي رعشةٌ محمومةٌٌ
ترنُو لغيثٍ قد تجودُ بهِ المُقلْ
َمرّت على روحِي العليلةِ ريحهُ
فَوجَدْتُ فِي عَرْضِ السّمَاءِ
شَذَى القُبَلْ
وتَزَاحَمت أشواقيَ الحبْلى حنينًا
للوصالِ على بساطٍ من أملْ
شَمْسٌ أنَارِتْ ليلتيِ الليلاء
فانبثق النهارُ.. وما أفلْ
يا أجْمَل اللّحَظَاتِ فِي أحْضَانِهِ
قولي لهم...قولي حبيبي ما رحل

المشرف عام

عصيان

عندما تطرق الباب غدا أو بعد غد.. ستجد الأبواب مغلّفة بالنسيان..
وستطرق تطرق أبواب العصيان..
وستبحث تبحث عن ظلّ إمرأة ماعاد يعنيها عشق أو وجدان..
ما عادت تشرب من كأس نخبها ممزوج بالحرمان..
ستجوب الأرض بلا جدوى..
وتملّ الآهة والنجوى..
لن تجد في الكون يدا تمتدّ نحوك للسلوى..
وستعرف ما معنى الأحزان..
ما معنى العيش على الذكرى .. والذكرى سراب ودخان..
ما معنى اليأس يا عمري .. ما معنى الموت من الضجر ..
ما معنى ضياع بل توهان..
وستشعر بفراغ القلب..وخواء اللغة والكتب..وجمود الأعين والهدب..ووجوه كصقيع القطب.. وغرابة أغلى الأوطان..
وتعود منهار القلب .. وستكره أسلحة الحرب..وتظلّ تفتّش عن درب.. يفضي لسراب الشطآن...
وستعبر أطلال الحبّ.. وستفتح أبواب العصيان..
ستصيح .. سصرخ و ستبكي..وتنادي أريدك يا أنت..يا أجمل زهرات البستان..
عودي يا مهجتي ضمّيني..بفؤادك بيتي بل وطني ..ما أصعب أن تجفو الأوطان..
رفقا بحنيني بأشواقي.. رفقا بحطام الإنسان..!!
أتراك تعلم أو تدري..؟ يا ألما داس أحلامي..وإغتال عذوبة أيّامي.. أنّني ودّعتها أوهامي.. وتعوّدت على مرّ الأحزان..
ومحوتك من عمري وذاكرتي.. ونفيتك من قلبي ومن لغتي.. وتغلّبت على نار البركان..!

المشرف عام

ظمئت بريق عينيك

ظمئتُ بريقَ عينينا = وصارَ الكونُ سجّانِي
متَى أغفُو علَى كفّيـ = كَ ألثمُ وجهكَ الحانِي
وأنسَى لوعةَ الهجرا = نِ ألقانا وتلقانِي
فتسقي شوقنا قُربًا = وتحضننِي وترْعانِي
أريدُكَ أنتَ يا قلقًا = يسافرُ وسْط شريانِي
أيا بحرا لأ مواجٍ = ويا غرقا بشطآني
أيا وجعا يدمّرني = ويُكرِهُني ويهواني
يلملمني يهدهدني = ويهجرني وينساني
يقرّبني ويبعدني = ويتركني لأشجاني
يحررني يشرّدني = وينسفني بأحزاني
ويسعدني ويتعسني = ويبكي خلف أجفاني
ويرهقني ويحرقني = ويعتقني لنيراني
ويطربني ويشجيني ويعزف عذب ألحاني
ويجرحني ويبكيني = ويهجر ورد بستاني
ويقتلني ويحييني = ويحضنني.. بتحنان
ويشرب نخب آلامي = ويثمل ملء أحزاني
ويقطف نورَ أحلامي = ويهوى قلبيَ الواني
فويلي من لظى أرقي = ومن ضعفي وحرماني
بكت كيمامة حطّت = على كفّيه أغصاني
وَعُدتُ لحبّهِ بيتا = وبات العشقُ عنواني
ونحو سرابه امتدت = دوالي كرميَ الداني
بعمق عيونه فجر = ينادي ورديَ القاني
ليوسف حسنه نصفٌ = وقلبيَ نصفه الثاني
ولستُ بهِ محصّنة = فدكّ العشق أركاني
وما أغناهُ إيمانٌ = ولا فولاذ جدراني
وأمسى قبلتي و غدا = شظى قيد و أغواني
فهل ألقاك يا عمري = هشيم الروح أضناني
وهل أرسو على حلم = وتغفو بين أحضاني
وضوعُ هواك يحيينا = وكم في القرب أحياني

المشرف عام

افرح لعل صروف الدهر تنساني

يا رجلا كان في ماضي يهواني=أيام ضعفي وحرماني وخذلاني
ما بالك اليوم بالهجران تقتلني = تراك خلت هوايا المغنم الداني
ما بالك تئد الأفراح في أفقي =كأن معنى الهوى لديك عصياني
كأنما الحيف مكتوب لي قدرا=ظلا يلازمني ..أهوي فترعاني
خير المحب الذي تعلو به أفقا=لا خير في خل بطول البين ينساني
لا خير في من يراني بعض خلقته=حق لديه بأن يلهو بأحزاني
أما عرفت لطيف الحب في فرح=افرح لعل صروف الدهر تنساني
إفرح لعل في بعض ابتسامك جنتي=ولعله يجد الأمان زماني
طال انتظاري وما لقيتها سلوتي = في مقلتيك وما قرأت أماني
دمرت روحي بالظنون وبالأسى= فتعاظمت في خاطري أحزاني
عاندت قلبي قلت أبحر عنوة = في بحرك المتقلب الحيران
فوجدت نفسي كالغريق معلقا = بسراب وهم خلته شطآني
ما سر حزنك والحياة جميلة = قهر الصعاب سعادة الانسان
لا خير في عمر الرتابة والكرى=إن الحياة متاعب ومعاني
يوم عبوس ثم صحو بعده = سر الغرام فلا تقل أضناني
إن عشت تنظر للحياة بريبة = فغدا تعود ممزق الأغصان
وغدا تتوه حيث كنت تركتني=لتساءل الأيام بعض حناني

المشرف عام

صهيل

أفنيت في مرّ هواك فصولي****وعشقت فيك مواجعي و هطولي
وكتمت حبّك في حنايا أضلعي****حتّى تبدّى للعيان ذبولي
فسننت سيف القهر تقطعني به****وتبيح للغربان رطب نخيلي
ظلم على ظلم وهجرك قاتل****فإحذر إذا هاجت عليك سيولي
ورأيت جنات المحبّة بلقعا****وأتاك شوك ورودهن رسولي
فإرحل بقلبك لاتغامر سيدي****الرعب حلّ وداهمتك خيولي
أنا واحة والباسقات جمالها****والعشب يغبط كبرياء نخيلي
أنا جنّة بعبيرها وطيورها ****بالنسمة الفيحاء بين حقولي
أنا غيمة، تشتاق دهرا طلّها****عدّى الزمان وما رأيت هطولي
وأظل فارسة القلوب وفي الوغى****ستذوق في يوم الصهيل صهيلي

المشرف عام

يا الما تدوسنا خطاه

من منبع الأحزان والألم
يرنو الضياع والفراغ للعدم
تسّاقط الدموع في تبلّد
للعجز للأوهام للندم
من معبدي الصغير
حيث تنبض الهموم بالهموم
ترتّل الحناجر
أدعية المظلوم
تسبّح الآهات في الظلام للغيوم
فتصرخ النجوم
تستعطف القدر
يا قسوة القدر
ما تصنع بوجعي؟
أتضرب يا قدري من كأسه
الزقوم
بل أمرّ؟
يا لعبة القدر
كم عانى منك القلب في تذلّل
في لهفة المشتاق للمطر
كم واصل ترحاله
دليله الرياح والانواء
والخطر
كم ردّد ابتهاله
لخالق الأهوال والأخطار
في السحر
وكم دعاه خاشعا في سرّه
وجهره
كم قلبه انفطر
وكم طوى أنينه
تهجّد،تعبّد، تحمّد، شكر
فكان خير صابر من صبره
تناثرت عبر
يا ألما تفجّر مطر
يا مطرا
تكلّس، تجمّد،
تكوّر حجر
يا وجعا تكدّس مدر
معجزة القدر؟
أم قسوة البشر؟
هل ينطق الحجر؟

يا قدرا لا نفقه قضاه
يا حجرا أقدارنا لا تعرف..
مداه..
منتهاه..
من رماه؟
يا ألما تدوسنا خطاه
حتّى متى ربّاه
تقتلنا الحياه؟
نطوف حول النبع
لا نغترف صفاه
وتُنسَج أعمارنا من آهة
وآه
حتّى متى ربّاه
نرتقب في عطش مواسم المياه
فنصبر ..
ونخضع..
ونركع..
لربّما ..
وربّما..
في غفلة
تبتسم الحياه

المشرف عام

غرور

لأنّك أنس لبعض عذابي
وبعض زهور ذوت في شبابي
وأنغام ناي بليل الضجر
جعلتك كأس الهوى والشراب
وومضة حبّ حواها كتابي
وأحلى حكايات درب السفر

لأنّك خصم يجيد القوافي
جعلتك صوتا لبوح اعترافي
فأدركت أنّ الغرام احترافي
وأنّ الفؤاد عليك انتصر

لأنّك خصم عنيد عنيد
فها قد شدوت بعزف فريد
لأنّي السطور التي يكتب الليل
شوقا لبوح القصيد
وأنّي البخور الذي يشعل القلب
توقا لقرب الوصال
وسحر انسياب الغرام الوليد
وأنّني أغلى الحسان
ودفء الحنان
وكلّ الأمان.. ونبض الوريد
وأنّك لا شيء دوني
ولا شيء قبلي
وها أنت بعدي
شريد..شريد..شريد..شريد

المشرف عام

بحياتي كلّها أفديك أسمر

لو درى الحسّاد أنّي
قد سباني حب أسمر
أنّ قلبي في هواه يتضوّر
لبكوا رغم العداوة
ورثاني كل قلب متحجّر
آه من أمل غريق
في ردى الأشواق شوقا يتحسّر
آه من عمر بدا يلقي بنا
مثل موج فوق صخر يتكسّر
ننحني للحب في المدّ ابتهاجا
فيفرّ عند جزر يتقهقر
آه من حبّي الذي كان صفاء
فتردى في الخريف ريح صرصر
أسمر أنت عذابي الأبدي
حقل عمري دونك في الحب مقفر
بين أحضانك ترتاح ذنوبي
وعيوبي من قيود تتحرر
إنني أهواك أهذي ..
أصرخ آه وأهذر..
فترفّق لا تكن نارا بأحشائي تسعّر
لم يكن للحب معنى قبل أن ألقاك أسمر
فمتى ؟ كيف؟..وأنّى..؟
بعدك الحب سيذكر
أتراني مثلما لوّعت في الماضي قلوبا
أتضوّر..؟
مثلما قابلتها والنفس منها في تكبّر
أجتني ثمر صدودي..!
أترى الهجران يثمر..؟
ها هنا في القلب حزن..
وأسى أقسى وأكبر
وعلى علاته لا..لن أجازيه
فأخسر
لن أكون مثل مخمور على الصدر المخدّر
إنّما أيّامنا درب طويل
أفتديك اليوم منها..
بحياتي كلّها أفديك أسمر

المشرف عام

على قدر العزائم كل مجد

بلاد العُرْب يا مجد الخـوالي
أراك اليوم في أخــــــذ وردّ

فجرح الغدر في قلبي ثخيـن
بعيد الغور في الأنفاس مرد

أرى ثوب الحداد عليك يبلى
لماذا الحزن والأتراح..ردّي

بفكر نيّر بحجى وعلــــــــم
وبذل أنشبي سهم التحـــــدّي

طغاة الدهر قد بطروا وغــــالوا
فصدّي الظلم يا عزّي ومجدي

لأنت على مدى التاريخ طـــود
يباهي الدهر في عزّ ومجـــــد

وأنت النور سرمده إبـــــــــاء
وفي مشكاته لهب التحـــــــدّي

زجاجته التماع الشمس صبحا
على خلجان خارطة التصدّي

بحرّ دمائنا بسلــيــم ظـــــــنّ
بمن وهبـــــــوا نفوسهم لذود

فشدّي العزم وإمتشقي صقيلا
على قدر العزائم كلّ مجــــد

المشرف عام

صوتك ملاذي...

يا أعزّ الناس ...
يا كلّ الناس.. أنا اليوم محتاجة إلى نبرة صوتك أكثر من كلّ يوم مضى..
فصوتك ملاذي حين تتقاذفني الهزائم، وتصدّني الأبواب المغلقة..
آه لدفء صوتك حين يصبح السكن والأهل والوطن..
آه لحنان صوتك حين يخذلني صباح مدينتي البائسة، وتفترسني شوارع الضجر والقلق..
وما أسعدني بصوتك الرجوليّ المقدّس حين أدلف إلى بيت بارد لا حنان فيه ولا أمان.. وحين أندسّ في سرير لا يعرفه النوم ولا يزوره الحبّ، فتمتدّ يدي في غفلة منّي لتناديك: تعال..
تعال أيّها المدد العميق الهادئ الذي بإمكانه وحده أن يفتح أبواب الإحتمالات الواردة.. وأن يوقظ في أعماق أعماقي بقايا الأمنيات الشاردة.. تعال لتنزع عنّي بيد واثقة أثواب وحشتي الباردة، فأتخلّص من حزني للحظات هي إمتداد تردّد صوتك ومعجزة عودتي إلى الحياة..
لحظات أتحوّل فيها تحت وقع جنونك واحتراقي، إلى عروس البحر عاشقة سندباد البر والرحلات القادمة..
وعلى سجّادتك الطائرة تحملني في رحلة مثيرة ساحرة منطلقها صوتك ومولدي ومنتهاها مجهول..مجهول..مجهول...
لحظات أحتال فيها على الزمن وأظلّ أفتّش بين حنايا نبراتك عن حلم ورديّ أطرّز به حلكة أيّامي ..وأبحث أبحث في صدى كلماتك عن قبس من نور سماويّ يجتاح وجداني وأتمسّك به لأظلّ على قيد الحلم وتتراكض في قلبي النبضات...
وما بين صوتك القادم من مدن القمر والعشق والياسمين، وبين عمري المسكون بالتوحش والضباب ، أجدني مارقة عن كلّ قوانين الدنيا ..أمتطي أنوثتي المؤجلة وأركض ..وأركض.. خلف حرّيتك المحرّمة وأحلامك النزقة.. وأتشبّث بك وهما يأخذني ولا يعيدني أبدا...
ولكنّك بخيل في مشاعرك..بخيل في عطاء أحتاجه فلا تهبه الاّ بمقدار.. وتضنّ عليّ بجرعة حريّة إضافيّة تعلم كم أدمنتها..تحرمني من مساحة حلم أرحب هي قضيّة حياة أو موت بالنسبة لي..
يا أنت يا من يقتحمني بصوت هو الشهد الممزوج بالعلقم..ولكنّه هو القيمة الوحيدة التي تغرق جيوش يأسي وانكساري في بحار من الأمل الزائف الذي تتسرب مياهه المالحة إلى قفار أيّامي فتشعرها برواء كاذب فيخيّل إليّ أنّها تكبر..وتزهر..وتثمر..مع أنّها تزداد عطشا أكثر ..فأكثر..فأكثر..
وهم أنت ..فهل ترتوي بالوهم صحراء العمر؟
شهاب أنت .. وهل تُعشقُ شهب تتلاشى قبل إرتداد البصر؟
طيف أنت .. وهل تزرعُ الطيوف الحلم أو الزهر أو الشجر؟
حبيبيَ أنت .. فكيف تكون بلا أثر؟
وحتّى متى يظلّ صوتك يبعثرني.. ويقتلني ..ويحييني ..ويقتلني..ويحييني.. ويقتلني......
ولا مفرّ....لا مفرّ...

المشرف عام

زمن الاحزان و سرقة الثورات

يقاسمني الحزن حزني
يسكن مني النخاع
ويكمن في كل عرق مكين
يبحر في يمي دون شراع
يقاسمني الحزن حزني
فألقاه في قهوة الصبح مرا
بطعم الخداع
وألقاه في خطوتي الحيرى ظلا
بلون الوداع
وألقاه في كل حرف كتبت
قبل السطور..وبعد السطور
وبين السطور..بفكري صراع
يقاسمني الحزن حزني
وكل حياتي وكل البقاع
فيخرج من صرخة الثكلى حين تنادي
محمد ضاع
ويخرج من مجلس الأمن
حين تتوه القرارات خلف القناع
حين تصير العدالة محض خداع ورجس يطاع
ويخرج من دمعة للشهيد إذا الموت حل
وحان الوداع
ويخرج من خطب الأغبياء
ومن كذبة المجد والكبرياء
ومن أمة في انكسار الإماء تباع
يقاسمني الحزن حزني
وسهد الليالي ودرب الضياع
عند بريق النجوم
وعند التحام الغيوم
أرى الحزن طيفا
يناجي السماء يروم ارتفاع
عند طلوع النهار
وعند ضفاف البحار
أرى الحزن خوفا
مع كل موج يود اندفاع
وعند ظلام الحصار
عند الفجيعة عند الدمار
أرى الحزن طفلا
يعانق حضن الشهادة
بين الوحوش وبين السباع
يقاسمني الحزن حزني
ومر انكساري وعمق الصداع
ففي كل درب بأرض العروبة منه شعاع
خلف عيون العذارى..خلف اعتصام الحيارى
خلف ازدحام السكارى..خلف الهزيمة خلف المرارة
ألف شعاع وألف ضياع
وزيف مشاع..مشاع..مشاع

المشرف عام

مسافات البوح المؤجل

دروب العشق محمومة
ترجّى يوم عودتك
حنايا القلب مكلومة
تمنّى يوم صحوتك
وغابت في مسافاتي
لحون البوح يا وجعي
متى ألقاك يا أملا
فتسقينا وترعانا
مسوحا يغسل الأدران
من أثواب لقيانا
ويشطف ما يدنسها
فقد ساءت نوايانا
فنبني من براءتنا
لعرش العشق بنيانا
ولا هم بدنيانا

******

أفقت أطارد سهدي
لعل الغيث ينهمر
ونبع الخير ينفجر
وترجع خاطبا ودي
فقد طال النوى عندي
وجاء الغيث منتصرا
وداعب لطفه خدي
وقال كفكفي دمعا
سيأتي الحب من بعدي
أنا الغيث أنا البشر
دروب العشق افتحها
ونار الشوق أذكيها
وبالأزهار أزرعها
وأحفظها وأرويها
ويأتي الخير من بعدي
سيأتي الخير من بعدي

******

اتى الغيث ولم تأتي
فما جدواه أن يأتي
ولم يحملك في الجزر
ولم يحملك في المد
ما جدواه أم يأتي
ووقعه يقلق صمتي
وبرده يحمل موتي
وليل البوح مهزوم
على الأوهام منكسر
وآمال لنا انخذلت
غزاها اليأس والضجر
وشوق ينسأ شوقا
مدى الأيام ينتظر

المشرف عام

أرجوك ... انفجر

حين ترتدي المدينة ظلامها ..ارتدي بؤسي وحيرتي وأهيم..أهيم على وجهي في شوارع وحدتي .. الليل هنا في مدينتي هو ليل السعداء وروّاد السمر دون عناء..أسير بينهم وقلبي داخل كهفه المظلم يواصل سيره في اللاشيء.. يتفرّس في الوجوه التي تحترف السعادة حتى الغباء..يبتسمون ويتفسحون تحت ضوء قمر باهت لا روح فيه ولابريق..ويواصل قلبي السير في سراديب لوعته..ومن عمق السرداب يخرج لي صوتك القديم الجديد البعيد..هادئ و متوازن..فحضرتك لا تتحدّث الاّ همسا..مهذّب انت وخجول.. ولا وقت لديّ للحلم..أنا حمامة جريحة .. تنزف وتنزف..تهيم بحثا عن طعنة خنجر تريحها من العذاب الى الأبد ..أحرّك جناحيّ في محاولة للوصول الى برجك العاجي فلا أنا قادرة على الطيران اليك ولا أنا ميتة فأستريح..ولا انت بقادر حتّى على مجرّد الصراخ لتخترقني ذبذبات صوتك فأتحرّك .. رصين أنت ومهذّب حتّى الموت..وأنا المشردة من شاطئ الى شاطئ..من علوّك ترى الحبّ سير في درب واحد .. خطوة في اثر خطوة..على وتيرة واحدة..وأرى فيه التقاء دربين في نقطة التحام مثيرة .. هي مصدر النور والنار والحريّة ..ارى فيه بعثي وموتي..انبهاري وانفجاري.. بسمتي ودموعي .. كبريائي وخضوعي.. حزني وارهاقي.. ونزقي وأخلاقي.. وتظلّ أنت هناك في مملكتك الرصينة المهذّبة تدعوني الى ..ضبط النفس..وترفض ترفض تعلّم لغة الحب وحروف العشق..تنتقي المفردات وتهذب المعاني وتلقي بما لا يروقك الى سلّة المهملات.. وأمضي كما جئت عطشى ..الاّ من خيبتي.. وفي رحلة البحث عن الماء والأمل..أحرق الأخضر واليابس..

» مدونة الشاعرة الليبية / ردينة الفيلالي
» الشاعرة الأردنية / نور تركماني
» الشاعرة الأردنية / جود الزمان
» مدونة الشاعر العراقي محمد نصيف
» مدونة الشاعر العراقي الكبير / مكي النزال