منتديات حسن .ع . حسان الأدبية
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم ... يسرنا أن تكون / تكوني أحد / إحدى أعضاء وعضوات المنتديات ، للمشاركة عليك التسجيل أولا ..
مع تحيات مؤسس منتديات ترانيم النبض الحائر .....
منتديات حسن .ع . حسان الأدبية
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم ... يسرنا أن تكون / تكوني أحد / إحدى أعضاء وعضوات المنتديات ، للمشاركة عليك التسجيل أولا ..
مع تحيات مؤسس منتديات ترانيم النبض الحائر .....
منتديات حسن .ع . حسان الأدبية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات حسن .ع . حسان الأدبية

أدبي ثقافي
 
الرئيسيةالرئيسية  همسة ترحيبية همسة ترحيبية  أحدث الصورأحدث الصور  دخول  التسجيلالتسجيل  

 

 تأثير البيئة في اختلاف اللهجات

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
المدير العام
المدير العام
المدير العام



تأثير البيئة في اختلاف اللهجات Empty
مُساهمةموضوع: تأثير البيئة في اختلاف اللهجات   تأثير البيئة في اختلاف اللهجات Emptyالجمعة 26 يوليو 2013, 20:20


تأثير البيئة في اختلاف اللهجات

1- بيئة البادية :
يعتاد الإنسان فيها على الرؤية البعيدة, ولأنها بيئة مفتوحة ينتشر فيها الأفراد بسهولة وكثيرا ما يبتعد فيها شخص عن آخر فيضطر لاستدعائه إلى النداء بصوت عال , مما أثر في الطريقة التي يتحدث فيها ابن الادية حيث يميل في حديثه إلى إشباع المد بالألف في المقطع الأول من الكلمة لأن ذلك يتناسب مع حال من ينادي شخصا بعيدا بحرف النداء يا , وهكذا فلا يصل إلى آخر الكلمة حتى يكون قد استنفد الرغبة في الإطالة فيختم الكلمة بسرعة .
إنه عندما يبدأ الكلمة يبدؤها بصورة انفجارية , إذ يخرج الصوت عاليا كحال من يريد النداء فإذا تبع الحرف الأول حرف المد الألف كان المد بالإشباع , وإذا كان واوا حصل مزج في لفظها بينها وبين الألف مثل حرف O بالإنكليزية من تأثير أسلوب النداء وإذا كان الحرف الثاني هو الياء فإن الياء أصلا تلفظ بشكل قريب من الألف مثل a بالإنكليزية .
أمثلة على ذلك :
ينادي شخص أخاه الذي يدعى عودة : ياعُودَة فيجيبه : يا عُونك , الواو هنا تلفظ O ولا تلفظ مسكنة , مع التغيير في حركة الحرف السابق , فبدلا من الفتحة الأصلية يعطونه الضمة ؛ فالأصل عَودة , عَونك .
وكذلك الحال في السكون على الواو مع الفتح السابق للسكون في جَوهر نَوفل مَوزة , أما الكلمات يا شيخ الخيل البيت فإن الياء الساكنة لا تتناسب مع حركة الفم في النداء , فأصبحت مثل حرف a في كلمة Game أما الكلمة مثل يا حميد يا رشيد فإن الياء تلفظ مثل a ولهذا أخذت الحاء والراء حركة السكون لتتناسب مع الميم والياء ma والشين والياء Sha ولو بقيت الحاء والراء مفتوحتين لاضطر البدوي إلى لفظ مدّين متتابعين حا ma را sha , وهذا لا يتناسب مع الابتداء الانفجاري , إنه يمد الكلمة ولكن في بداية سريعة تتناسب مع تحفزه ويقظته .
وهكذا كان في كلامه مدفوعا بطاقة كبيرة في أول الكلمة , حتى إذا وصل آخرها أحس بأنه أنجز المطلوب , فختمها سريعا .
وإذا استعرضنا معظم الأسماء الشائعة في البادية لوجدنا أنها تلك التي تبدأ بمقطع فيه مد الألف مثل راشد خالد سالم فالح أو حمد فهد خلف وتبدأ بحركة الفتح على الحرف الأول, أو كلمات فيها شدة مثل غضب زعل صخر متعب مطلق , وقلما نجد أسماء يتطلب لفظها الهدوء مثل نعيم جميل سمير وسيم نبيه .
2 – بيئة المدينة :
طبيعة الحياة في المدينة تؤثر في أسلوب المحادثة فيما بين أهلها , فازدحام الأحياء السكنية وتقارب الناس يعطيهم شعورا بالأمان ينعكس على اللغة هدوءا في التعبير واعتدالا في الخطاب . ولكن سهولة العيش ويسره , والنوم على الأسرة , والجلوس على الأرائك مما لا يكون في حياة البادية , هذه الأشياء وأمثالها في حياة المدني تؤثر في كلامه المعتدل فتزيده سهولة حتى يصبح لينا والسبب والله أعلم أنه عندما يبدأ الكلمة ينطلق من طبعه الهادئ فتخرج الأحرف الأولى خفيفة , حتى إذا أحس باقتراب الانتهاء من الكلمة راح يمد الألف أو الواو أو الياء بشكل زائد ؛ حتى أنه يمد الفتحة والضمة والكسرة فيعطيها إشباعا كبيرا لينتبه المخاطب إلى ما يريد أن يبلغه إياه عن مدى إصراره أو إعجابه أو انتقاده أو رفضه .
إن الكلمة التي يقولها تحمل معنى التعبير , ولكن نبرة الكلمة هي التي تعطي المخاطب صورة عن حقيقة مبلغ ذلك المعنى في نفس المتكلم . وسنتناول اللهجة الشامية , ونخص منها لهجة أهل دمشق . باعتبارها مدينة عريقة تتمتع بجو جميل يمر منها نهر بردى وتحيطها غوطته الغناء . سنتناول تلك اللهجة كمثال على كلام أهل المدينة :
لو دعا شخص آخر فقال : " وينك ؟ " أي : " أين أنت ؟ " , فإنه يخرجها هطذا : " ويناك ؟ , فتصبح الفتحة على النون ألفا ممدودة .
إن هذا المد بالفتحة يحمل للمخاطب جزءا كبيرا من مقصد المتكلم الذي قد يرفع صوته بذلك المد ليفهم المخاطب أنه يهدده إن لم يسمع بقية كلامه ويأخذه على محمل الجد , وهكذا نجد أن معنى السؤال عن مكانه لم يعد هو المقصود , إنما المقصود : أينما تكون فاسمع ما سأقول .
ولو قال أحدهم للآخر سائلا إياه أن يحضر شيئا : " جيبه " , أي : أحضره , لقال : جيبو , فمد الضمة حتى أصبحت واوا ممدودة وأصبح لفظ الهاء صعبا ومجهدا فاستغني عنها . وسبب المد الزائد هو خروج الأحرف الأولى الجيم والياء والباء بسرعة وسهولة لا تفي بما يريد المتكلم إبلاغه للسامع عن حاجته الماسة والسريعة للشيئ الذي أراده , فما كان منه إلا أن استغل وجود الضمة على الباء وقال بو مادا الضمة بمسافة صوتية قد تصل إلى ما تحتاجه من الوقت لتلفظ الواو ثلاث مرات .
وما يجري على الألف والواو يجري على الياء , فقد يقول أحدهم لمن يسأله ع شيئ إن كان موجودا لديه فيقول : ما في , أي ليس موجودا في المكان الذي سألت عنه . إنه يمد الياء في آخر الكلام لإقناع السامع بصحة ما يقول
أسلوب المد في أواخر الكلمات ليس مطردا وعلى درجة واحدة في كل الكلمات لأن الألفاظ تختلف فيما بينها في مدى الحاجة لتأكيدها , كما أن الحالة النفسية للمتكلم تلعب دورا كبيرا في ذلك , فهو إن كان متوترا أو منزعجا يميل إلى مد الكلمة ورفع الصوت , وإن كان مستغربا أو معجبا فإنه يمد الكلام ولكن دون رفع الصوت . ويظهر المد واضحا وكثيرا عند النساء بصورة أشد مما عند الرجال لميلهن إلى الليونة أكثر .
الليونة في اللهجة لا تؤثر في مدى رجولة الرجل عند المواقف التي تتطلب القوة , لأنه قد يستعيض برفع الصوت وشدة النبرة عن البطء الناشئ في التعبير وايصال المعلومة إلى السامع , ولكن الصفة العامة لهذه اللهجة عند الناس تنسحب على أهل المدينة بصورة عامة . وتمتاز جميع المدن بلهجات ذات نعومة ورقة تميزها عن لهجات الريف والبادية .
والمثقفون من أهل المدينة يرفضون الالتزام باللهجة اللينة , فهم يستخدمون أحيانا بعض الكلمات من اللغة الفصحى , ويستبدلون بالألفاظ الدارجة على لسان العوام ألفاظا غيرها , فبدلا من ويناك يختار المتكلم مثلا إسمعني أو إفهمني ولا حاجة لمد الياء في آخر الكلمة فإن مقدرة المثقف على إقناع سامعه تمكنه من التحدث إليه بثقة لا تحتاج التهديد المسبق . وكل هذا يظل نسبيا , فالأمر يختلف من شخص إلى آخر بمقدار ثقافته أو حالته النفسية .
3 – بيئة الريف :
وأهل الريف يمثلون في لهجتهم حالة وسطا ما بين البادية والمدينة , فهم لا يبدأون الكلمة بداية انفجارية عالية تجعل آخرها سريعا لا يكاد يظهر بوضوح أحيانا كما هو الحال في أهل البادية , وهم أيضا لا يبدؤون الكلمة بداية سريعة خفيفة ليتبعوها بمد طويل بأحد أحرف المد .
إنهم يلفظونها بشكل أقرب إلى طبيعة اللغة من اللهجتين , إلا أنهم بسبب انتشار العامية في قطاع كبير من سكان الريف وبسبب خشونة العيش الناجمة عن أسلوب التعامل بالفلاحة ورعاية الماشية تعتور لهجتهم خشونة تظهر من خلال تضخيم أصوات الكلمات الناتج عن استبدال حرف رقيق بحرف ضخم أو لفظ الحرف مع توسيع الفم أو التشديد على الحرف .
مثال ذلك استبدال الذال بحرف الظاء كما في كلمة هاظا التي تعني هذا ولفظ الكاف إتش , وحذف الهاء من الكلمة والشد على التاء السابقة لها مثل قولهم كتَبِتّا بدلا من كتبتها , أو وضع السكون على الياء الأخيرة كما في داريْ من أجل إعطاء نبرة شديدة للتعبير .

 
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
تأثير البيئة في اختلاف اللهجات
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» علم البيئة
» الاختلاف والتشابه في اللهجات
» تأثير اللغة العربية في اللغة الفارسية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات حسن .ع . حسان الأدبية :: الفئة الثانية ( المنتديات الأدبية ) :: مقهى اللغة العربية-
انتقل الى: