الشاعرة الأردنية / جود الزمان

 

***

يا للمسا من روعة الأشجان

والسحر يقطر من يد الوجدان

الشعر يطفح من كؤوس قلوبنا

فنهيم نثمل من جنى الألحان

أنا لا أجيد الشعر عن عشق ولا

أجد الهوى إلا لطرف بناني

لاحب معشوق أعز من الذي

خلق المدى ...فبه.... يهيم جناني

الحب نور الله في القلب الذي

لمس الحياة برقة الفنان

الروح تشمخ فوق حزن إطارها

حلق بها،،فوق الركام الفاني

***

وطني حبيبي لا أ رى ندا له

يعلو هواه بأضلعي وجداني

عيناه خارطتي،،ومهبط لوعتي

وحقيقتي بين الملا ،،وكياني

وعروبتي تاج على رأسي ،،لها

أصلي ،،وكل دروبها ميداني

**

ماذا سأكتب والهموم تنوشني

من كل صوب تستبيح أماني؟

كل يغني وصل ليلاه هنا

إلا أنا غنيت ،،وصلا ثاني

**

عوداعلى بدء الحديث فليتنا

بالحب نعمر ،،عالم الإنسان

نسعى لخير الناس في أفعالنا

ونقاوم الأحقاد بالإيمان

غني معي يا كائنات وأوبي

فالكون بيتي والفضا عنواني.

جود الزمان

دروب القلب،،،

مشرد في حنايا الصمت ينتقل

كفي ملامك ما أبقيت من عتب

لا البوح يجدي ولا ما سالت المقل

شدي إزار الرضى والصبر عاكفة

على الحياة،،لعل الحزن يرتحل

يا نفس حسبك أوجاعا معتقة

روح تئن،،،وقلب لابه الثمل

ترفرفين كطير جز عاتقه

يذوي ويحسبه السمار،،يحتفل

هذي دروبك ،،سيري دون بوصلة

سوى عيون بنور القلب تكتحل

جود الزمان

لا تغضبوا مني فلي أسبابي

ألا أفسر غربتي،،وغيابي

بي ألف حزن لا تبارح مهجتي

وجوى يزيد توجسي وعذابي

قلبي كدالية المواجع نازف

خمرا خرافيا،،بلا أعناب

إن غبت وارتحلت حروفي فجأة

وغدوت نسيا ،،في ظلام ضبابي

فلتذكروني ،،لحظة،،،ولتعذروا

وترحموا،،بالله،،يا أحبابي

جود الزمان

ردوا علي مواسمي لأزورها

سهوا،،على مهل أشم عبيرها

ما حيلتي والعمر يهرب من يدي

وأنا أهادن غربتي ومسيرها

بي بعض ما بالناس لكن الأسى

يصطاد من بين القلوب كبيرها

قلبي تعلق بالبعيد ينوشه

ألم يرد إلى الهموم خطيرها

لا تسلبوه مدائن الشوق التي

منحته أزمنة الرؤى،،،،وعصورها

لم تجن من عينيه إلا دهشة

حصدت بواكير الندى ،،،وزهورها

هتف النهار مدججا بصهيله

تلك المواسم كم أحب حضورها

جود

 

حارت بك الأيام كيف تقولها

هل أنت مفردة يعز وصولها؟

هل أنت غيمات الشجون توافدت

من ألف حزن لا يكل هطولها؟

هل أنت سر الحرف في تكوينه

روح يشق على الحياة ذبولها؟

غاضت بك الأحلام وانكسر المدى

وعصى على النفس الجموح قبولها

جود الزمان

حين يصير الوهم ملاذا..

وتزج الروح بزنزانة كلمات

حين أقابل في المرآة..

ملامح لا تعرفني...

سأفر إلى وطن الجرح المرسوم

لاجدوى ،،

عبثا سأرد خيول الوقت

عبثا ،،سأظل أحارب

مثل (الدون كيشوت)

كل طواحين اللعنات

جود الزمان

 

ما زلت أدلج في غياهب جملة

نثرت على طرق الكلام غموضا

ورمت نثار الأحجيات على المدى

فارتد طرف الأمنيات مريضا

هل يدرك المعنى الذي في كنهها

إن كان توق المنتهى مرفوضا؟

عجبا تضيق دروبها في خاطري

وأنا جعلت من الجراح قريضا

من أين يبتديء الكلام وينتهي

إن كان جنح المفردات مهيضا؟

لاينتهي سفري إلى أعتابها

مهما تسمر ليلنا مفروضا

نكأت جراحي كلها فتلذذت

جمل القصيد بخافقي تعريضا

ما كان ينقصني سوى آلامها

رجعت تروم ...لشوكتي ترويضا

الرفض أغنيتي ولون ملامحي

والشعر يبقى للموات نقيضا

جود الزمان

 

يا سيدي الشعر لا تبخل على رئتي

إني أتيتك فاسق الروح يا ساقي

هذا الهواء قليل كي يريح دمي

ويملأ الوجد والأشواق أحداقي

روحي تحج إلى عينيك سائلة

أن يغمر السحر والألحان أوراقي

تعبت أهرب من حزن يلاحقني

خذني إليك ولملم عمري الباقي

شربت كأسك رغم القهر في شغف

وبت أجرع من كفيك ترياقي

يا صاحبي الشعر يا حبا يسربلني

إني أتيتك والأغلال في ساقي

شريدة القلب لا ألوي إلى جهة

يا موئل الدفء هل يرضيك إحراقي؟

جود الزمان

 

أمنيات بفجر جديد

،،،،،،،

تفيق عيون الصبح تجتاح ساحتي

فيصبح قلبي من شذى الفجر عاطرا

أراني أنادي الروح من خلف ضحكة

تريح فؤادا ،،ظل بالهم عامرا

تبدى لي الضوء الشفيف كشاعر

يوزع حلوى الروح ،،ما عاش ساحرا

تمنيت أن تلقي على الكون حفنة

من الحب كي يبقى به الود حاضرا

أعوذ برب الناس من سوء ظنهم

وحقد يحيل الصدر إن حل واغرا

وأسأل علام المواجع والمنى

زمانا به الأحزان،،،تغدو دواثرا

جو د الزمان

 

ضاع الرجاء وتاه العتب والعتب

ما عدت أسأل يا بعداه،،،ما السبب

نفسي تحدث نفسي عن شواردها

أيبخل الوقت أم ينتابه الهرب

لاأرتجي من هجيج العمر سانحة

حسبي أعلل نفسا ،،نابها الغضب

تلك المواسم ما عادت تزور دمي

تقادم العهد،،،والأحباب قد ذهبوا

يا لهف شعري على أحلام دهشتنا

ما عاد يطرق أبوابا ،،،لها الصخب

نمضي وتمضي بنا الأيام تعصرنا

كأسا بكف الحنين المر ننسكب

تبكي وتضحك منا غير عابئة

بأي جمر بعمق القلب يلتهب

جود الزمان

 

لا عذر لي ...في لجة الرحيل والأرق

فموسم البكاء جامح 

ومركبي....ورق

وغيمتي تناثرت على اليباب دمعة..فدمعة

تسمرت أصابعي على نوافذ الغياب

وأدرك النهار شرفتي مبكرا،،،لكنه احترق

لا عذر لي في 

الموت،،والسكوت،،والهرب

فغربتي طويلة،،طويلة...وسقف بيتي 

الصغير من تعب

لا زيت في القنديل لا

دمع على المنديل ،،لا قصب

تبخر النشيد عن فمي

ماظل في كروم روحي المهاجرة

سوى قصائد الحطب

جود

ماض هو الوقت في أذياله التعب

كل الحكايا لكف الغيب تنتسب

روح أنا ..وهزيم التوق يشطرني

نصف هنا،،،وهناك النصف ينتحب

تبدو النهايات في عيني مبهمة

ماذا أفسر،،والأيام تنسرب

أدنو،،وأنأى وريح القهر تربطني 

طيرا بخيط الأسى،،لم يجده الهرب

ماعدت أسأل ما ذا يستجد غدا

ولست أذهب خلف القوم إن ذهبوا

وحدي ألون أوطانا ،،تشاطرني

تيه المفازات،،لا أهتم ما السبب

تعاقر الجمر في روحي وتنفثه

سحرا هو الشعر والألحان والطرب

جود الزمان

 

ماذا سأنبس ،،،والكلام ينوس

والقلب أقفل والمدى محبوس

وقت يجر ذيول خيبة أضلعي

وتشاد،،من نبض الضلوع تروس

لايتعب الموال من شجني ولا

تهفو إلى الفرح الخبيء نفوس

سهم الكلام أصابني في مقتل

فرجعت كلمى والجراح غموس

وغزالتي وردت على نبع الصفا

فرأت بها ذئب الجفاء يجوس

قد يستريح القلب من وجع الجوى

إذ ينكر النار الغضوب مجوس

لاتنتهي أسفار حزن لاعج

يتلو بها قلب ،،،غزاه عبوس

يا لهف زهر جف في أوج الشذا

خذل المواسم فاعترته نحوس

جود الزمان

 

عرج على القلب واكتب فائض الهمس

أرضى التغاريب إلا غربة النفس

يا ويح شعري إذا أوقرته جملا

لا تحمل الروح لا تدنو من الحس

بئس اليراعة قد راودتها زمنا

لا تحمل الآن للآهات من نبس

عرجون شعر يعض الحرف مرتعشا

أغادر الوحي أم أن الأسى ينسي

شيطان شعري أراه اليوم مكتئبا

ما عاد يصبح في الأوراق أو يمسي

أريد وحي القوافي فليبعثرني

صريعةالشعر لا أخلو من المس

جود الزمان

وبي وجع المقيم على الصليب

وبي تعب المسافر في الدروب

لويت أعنة الآهات حتى

تمادى القلب في سبل الهروب

لعل الشعر يرفق بي فيدنو

كما رق الحبيب إلى الحبيب

أسامر طيفه في كل حين

وأسكب فوق وجنته طيوبي

ينام الناس والأشواق تصحو

فيشتعل المدى حلو اللهيب

وتنتفض الحروف تهز قلبي

فيثمل من توجدها وجيبي

أنا والشعر نافذة وسجن

فلا يدنو الغريب إلى الغريب

جود الزمان

من خبز قلبك أطعمي الأياما

ودعي عيون الأمنيات يتامى

هيا اشعلي حطب القصائد علها

تدفي إهابك أضلعا وعظاما

يا أنت تجترحين أسئلة الأسى

وتمزقين عن الجراح لثاما

قولي كما تبغين ليس بصائر

إلا الذي كتب الإله ،،،لزاما

كم قارعت عيناك أحزان المدى

كم جردت تلك الهموم حساما

شطرتك ألف قصيدة كقذيفة

عزفتك ،،ألف قصيدة أنغاما

أبكتك ،،أم أبكتك لا يجدي هنا

تمضين وحدك،،والدروب أيامى

لا زال قلبك للحياة مغردا

رغم اختفاء ضجيجه أعواما

لا تسألي عن سر أخيلة الرضى

ما عاد يشبه لونها الأحلاما

لا تنظري من فتحة القلب الذي

خذلته كل دروبه فتعامى

من أنت ؟في الكون الفسيح أذرة

لا بل أقل ،،فهل أروم مقاما

ما أنت؟قلب شاعر وقصيدة

ما قد تبقى لا يفيد لماما

يا أنت ،،يا روحا تعانق سرها

هل تملكين من الحياة زماما؟

كلا ولكني أرتل ما أرى،،،

وأعيشني أرضا تريد سلاما

وطنا خرافي المواسم يشتهي

فرحا سخيا،،،لا يريد كلاما

كفي الملامة ،، وارفضي ذل الأسى

ودعي القصيد لكي يكون ضراما

جود الزمان

 

ناديت يارب ما في القلب تعرفه

وتعلم السر لا تحتاج تصريحا

روحي تئن من الفوضى وأوردتي

تناهز الجمر ..إحراقا وتجريحا

سئمت من عالم لا يرتقي سبلي

لا تفقه الروح في ذا اليم تلميحا

تعمق الجزع الكوني في لغتي

ولست أفهم للأيام تبريحا

قصدت بابك يا مولاي راجية

فيضا من العفو يرضي القلب والروحا

لمن يراني كما أبدو ويمنحني

سر الكلام يضج القلب تسبيحا

تبارك الحق من أعطى لنا نظرا

يهوى الجمال وكان الحسن ممنوحا

وهبت للروح حب الخير تغرفه

من كل نبع سخي بات مسموحا

حب القصيد شعاع النور يسرقني

لون الورود وأهوى الطير والريحا

تبارك اسمك هبني من لديك سنا

يشقق الليل يبقي القلب مفتوحا

جود الزمان

 

 أنا والليل أسيران هنا

من ترى يسبق نحو الخاتمة؟

كلما دق على بابي الجوى

أيقظ الحزن جراحي النائمة

كن معي وحدي ولا تترك يدي

نحن يا ليل بنفس القائمة

أي موت جرني كي أحتسي

حرقة الكأس بروح قاتمة

أي سر يختفي خلف دمي

لم تفسره دروبي الراغمة

لم يزل يجتث أزهار فمي

يمنح القلب عيونا واهمة

كنت لا زلت نشيدا غامضا

تاه في دنيا الأماني الحالمة

جود الزمان

مالي أنا والشوق والسهر

ماهمني غابوا وإن حضروا

ألقيت مرساتي على مهل

في لجة تطفو بها الصور

غابت تفاصيلي وأغرقني

الوقت والأيام والسفر

لي رحلة تاهت بزورقها

لا شاطيء ترجوه أو،،قمر

لا ضوء يرشدها ،،،فتتبعه

لا منتحى إياه تبتدر

لي نجمة في الصبح أتبعها

في خافقي تبدو وتستتر

لي جوقة الأشعار تعزفني

لحنا يعيد بكاءه الوتر

مالي أنا والشوق والسهر

وحديقتي الغناء تحتضر

كفي دموعك يا سحابة لا

لا تلتقي النيران والمطر!

جود الزمان

أنا أكتب الحزن الجميل وأحتسي

روح القصائد كي تزول جراحي

وأصب كأس الحرف في جوف الجوى

فيرد هذا القلب: لا ترتاحي

موشومة بالصمت كل قصائدي

لكنها تهذي بصوت صياحي

يا ليل كم أرق الزمان على يدي

أتعبته بقريضي الذباح

نامت عصافير الكلام بشرفتي

واستيقظت تشدو بحجم نواحي

أخفيت سر الضوع عن زهر المنى

لكنها فاحت بسر الراح

يا وقت لا تمنن علي بضحكة

صفراء،،تستعدي علي جماحي

أدمنت قيد الحزن كم يحتاجني

قيدي لأخبره بفك سراحي

جود الزمان

حقائق الناس ليست مثلما ظهروا

في ديدن النفس يخفى الخير والضرر

لايستطيع صراخ العقل في صمم

أن يسمع القلب ما يجتاحه البصر

في كل بذرة وهم أنت تزرعها

تجني الخيالات أو تودي بك الصور

اللفظ حر طليق ما له زمن

فانطق فما الشعر إن ينتابه الحذر؟

واللفظ سر بهي في تفرده

يسمو إلى المجد أو تهوي به الحفر

والشاعر الآن يبدو للدنا ملكا

كم زف للكون ما يشدو به الوتر

مواكب الحزن والأحلام تتبعه

له الجهات وفيض السحر والسفر

كن أنت نفسك تحت الشمس مؤتلقا

حرفا يعمده الإصرار والخطر

أطلق رؤاك بوجه الكون واضحة

فالشاعر الحق لا يصغي لمن هذروا

والشعر طير يحوم الكون مرتحلا

في جانحيه،،،تبدى الثلج والشرر

جود الزمان