الدعاء نعمة كبرى، ومنحة ، جاد بها ربنا -جل وعلا-
حيث أمرنا بالدعاء، ووعدنا بالإجابة والإثابة؛
فشأن الدعاء عظيم، ومنزلته عالية في الدين، فما اسْتُجْلِبت
النعم بمثله، ولا استُدفعت النقم بمثله، ذلك أنه يتضمن
توحيد الله، وإفراده بالعبادة دون من سواه. وهذا هو
رأس الأمر، وأصل الدين والدعاء عبادة لله، وتوكل عليه ،
والدعاء سبب عظيم لانشراح الصدر، وتفريج الهم،
ودفع غضب الله سبحانه.
والدعاء مفزع المظلومين، وملجأ المستضعفين،
وأمان الخائفين، وسبب لدفع البلاء ثم إن ثمرة الدعاء مضمونة؛ إذا أتى الداعي بشرائط الدعاء
وآدابه، فإما أن تعجَّل له الدعوة، وإما أن يُدفع عنه من السوء مثلها، وإما أن تُدخر له في الآخرة.
فما أشد حاجتنا إلى الدعاء! بل ما أعظم ضرورتنا إليه! قال الله تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ}،
وقال تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ}.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الدعاء هو العبادة" ثم قرأ: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُم}.
اجابة الدعاء في شهر رمضان :
صدقوني عند أخلاص النية للعزيز الحكيم وتوكل عليه واليقين بالله ان الدعاء سيستجاب،
لن يأتي رمضان القادم الا واجيبت دعواتكم بأذن لله ...
عليكِم اتباع الخطوات التالية :
1- اختارو دعوات ترغبون في إجابتها من الله سبحانه و تعالى.
قد تكون دعوات دنيوية أو آخروية ...
2_ ركزوعلى هذه الدعوات طوال شهر رمضان المبارك ( في السجود ، عند السحر عند الفطور ،
في صلاة الليل ، بعد الصلوات المكتوبات ، بين الأذان و الإقامة ،
عند قيام الليل ، بعد الصدقة، في العشر الأواخر)
ولا بد أن يُعلم أن من وُفِّق للدعاء فقد وُفِّق لخير كثير ، وليست الإجابة الفورية من شرط الدعاء ،
لأن من دعا فهو أمام أحدِ ثلاثةِ أمور :
1_ إما أن تُجابَ دعوته مباشرة .
2- وإما أن يصرف عنه من البلاء مثلما سأل .
3_ وإما أن تُدّخر له في الآخرة .
وكان عمرُ رضي الله عنه يقول : إنّي لا أحمل همَّ الإجابة ولكن همَّ الدعاء ،
فإذا أُلهمتُ الدعاء فإن الإجابة معه .
ومن الدلائل على أن الله تقبل دعاء العبد أن ينشرح صدر العبد ويطمئن لمسألة
ربِّـه والإلحاح عليه ، ولو لم يحصل مقصوده .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : قال بعض السلف : يا ابن آدم .
لقد بُورِك لك في حاجة أكْثَرْتَ فيها مِنْ قَرْعِ باب سيِّدك .